} صد المقاتلون الشيشان هجوماً شنته القوات الروسية في اقصى الغرب الشيشاني، اثر معركة دامت اربع ساعات تكبد خلالها الروس خسائر في الارواح. وجاء ذلك في وقت اسفر القصف الروسي على مناطق شيشانية عدة عن مقتل 32 مدنيا على الاقل، فيما دارت معارك خلف الخطوط الروسية شمال الجمهورية. موسكو، غروزني - "الحياة"، أ ف ب - نقلت وكالة انباء "انترفاكس" الروسية عن رئيس الاركان الشيشاني محمدي سعيدييف ان قواته صدت هجوما روسيا في اقصى غرب الجمهورية، مشيرا الى خسائر في الارواح في صفوف الطرفين. واعلن مسؤول عسكري شيشاني اخر ان معارك عنيفة دارت منذ مساء اول من امس خلف الخطوط الروسية في الشطر الشمالي من الشيشان الذي تحتله القوات الروسية. واوضح قائد "الجبهة الشرقية" سعيد تشوبالاييف ان المعارك في قطاع شيلكوفسكايا تميزت بعنفها في قرية تشيرفليونايا ومحطة السكة الحديد الواقعة قربها. وقال ان المقاتلين الشيشان دمروا دبابة وثلاث عربات روسية واحتفظوا بسيطرتهم على هذه المحطة. كذلك اعلن ناطق باسم الرئاسة الشيشانية في تصريح نقلته "انترفاكس" ان الطائرات الروسية قصفت المواقع الشيشانية ولا سيما حول العاصمة غروزني. وقال ان القصف هو "الاعنف من نوعه في الايام الاخيرة.و لم يتوقف ولو ساعة واحدة" حتى صباح امس. وافاد مصدر رئاسي في غروزني ان 15 جنديا روسيا قتلوا خلال هجوم شنته القوات الروسية فجرا على باموت جنوب غرب واستمر ساعة. واقر الشيشان بسقوط قتيل في صفوفهم واعلنوا تدمير خمس آليات مدرعة في هذه البلدة. وحسب غروزني فان القوات الروسية قصفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات صواريخ غراد عددا من القرى في مناطق فيدينو جنوب شرق ونوجاي-يورت شرق وغودرميس شرق ونادترتشني غرب وحول غروزني. واطلقت اربعة صواريخ ارض-ارض روسية خلال الليل على منطقة اوروس-مارتان جنوب غرب، ما اسفر عن مقتل 13 مدنيا واصابة اربعين آخرين بجروح وتدمير اكثر من مئة منزل. واوقع القصف على قرية فرخني-ناور منطقة ناورسكي شمال غربي نهر تيريك احد عشر قتيلا مدنيا. وفي منطقة فيدينو معقل القائد الميداني شامل باسايف، تعرضت ثلاث قرى للقصف، ما اوقع ثمانية قتلى. قلق غربي الى ذلك، اعلن مصدر ديبلوماسي اميركي في فيينا امس ان خرق روسيا معاهدة الاسلحة التقليدية في اوروبا يطرح "مشكلة سياسية حقيقية" في حين يجب التوقيع على تعديل المعاهدة في قمة منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي ستعقد في اسطنبول في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقال ديبلوماسي اميركي في فيينا لوكالة "فرانس برس": "اننا امام مشكلة سياسية حقيقية"، مضيفا ان "رؤساء الدول الثلاثين المعنيين سيوقعون معاهدة تتضمن حصصا محددة تم خرقها". واضاف ان "الوسيلة الوحيدة لتحاشي هذا الامر هي في ان تعلن روسيا علنا عن الاسباب التي حملتها على تخطي النسب والا تعيد التفاوض حول هذه النسب وان تحترمها قدر المستطاع". وفي كييف، اعلن وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان روسيا لم تخرق بنود معاهدة الاسلحة التقليدية طالما انها ابلغت شركاءها بنشر قواتها. وقال خلال مؤتمر صحافي ان "روسيا ابلغت رسميا انها تعتزم نشر قوات اضافية في شمال القوقاز". وتنص المعاهدة بالواقع على امكانية نشر قوات موقتة شرط ابلاغ الشركاء في مهلة حددتها المعاهدة. ولم تنشر روسيا الارقام المحددة لعدد قواتها في القوقاز.