قال وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى في لندن امس ان ثمة توقعات بأن "نرى تحركاً على المسار السوري - الاسرائيلي خلال شهر او شهرين اذا كان هذا التقدير صحيحاً" وذلك بغية التوصل الى اتفاق شامل ودائم في الشرق الأوسط. ودعا موسى الى ضرورة التحرك على كل المسارات في وقت واحد بما فيها ايضاً المسار اللبناني. جاء ذلك خلال رد موسى على اسئلة بعد ان القى محاضرة شاملة في المعهد الملكي للعلاقات الدولية تشاتام هاوس في وسط لندن عن آفاق السلام في الشرق الاوسط وكذلك الأوضاع في المنطقة. وأوضح موسى في ختام زيارة قام بها الى لندن وأجرى خلالها محادثات مع الزعماء البريطانيين انه يأمل ان يتم استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية خلال اسابيع قليلة، مشيراً الى ان ثمة "تحركات ديبلوماسية نشطة جداً في هذا الاطار، خصوصاً لأن الولاياتالمتحدة تعمل بنشاط لتحقيق ذلك". ورداً على سؤال قال موسى انه ليس مقتنعاً بالمعارضة العراقية ولا بالدور الذي تلعبه حالياً. ولكنه شدد على ضرورة تنفيذ العراق كل التزاماته الدولية بما فيها القرار الدولي رقم 688 الخاص بوقف اعمال القمع ضد الشعب العراقي. وأكد ان ليس هناك استثناء بالنسبة الى هذه القرارات فهناك اجماع عربي على ضرورة تنفيذ العراق لها كلها. وتحدث عن ضرورة النظر الى المستقبل بالنسبة الى العراق و"نبحث كيف يؤثر الحاضر في مستقبل العراق وكذلك مكانته في المنطقة كجزء متكامل فيها". وقال "ليس هناك اي جدل حول ضرورة تنفيذ العراق كل التزاماته الدولية وكذلك فانه ليس هناك شك في ان احداث آب اغسطس 1990 في اشارة الى الغزو العراقي للكويت. واضاف "يجب الا يتم السماح بتكرارها مطلقاً". وفي اشارة اخرى الى عملية السلام قال موسى في خطابه ان الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية ومن غزة ومن مرتفعات الجولان السورية يعتبر امراً لا مفر منه وهذا ينطبق ايضا على الانسحاب الكامل من جنوبلبنان وفقاً للقرار الدولي الرقم 425. وعن النشاط الاستيطاني الاسرائيلي قال وزير الخارجية المصري انه ينبغي وقف هذه الأنشطة فوراً، وان تتوقف اسرائيل عن اصدار اي بيانات سلبية او مواقف تتعارض مع مبدأ "الأرض مقابل السلام". وأشار الى ضرورة اغلاق ملف النزاع العربي - الاسرائيلي الى الأبد وفي اقرب وقت ممكن وبطريقة عادلة وشاملة. وتطرق وزير الخارجية المصري بعد ذلك الى موقف التسلح في المنطقة والمخزون الهائل منها ومخاطر انتشار اسلحة الدمار الشامل، خصوصاً الأسلحة النووية، في اشارة غير مباشرة الى تملك اسرائيل لها. وقد شمل خطاب موسى استعراضاً لآفاق الأوضاع في السودان وأهمية المبادرة المصرية - الليبية لاعادة الوئام الوطني الى البلاد وذلك على اساس الحوار والمصالحة من جميع الفئات وليس فقط بين تجمعين عامين.