ترى مصادر برلمانية كويتية أن السفر المتوقع لولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح إلى الولاياتالمتحدة نهاية الأسبوع المقبل، سيكون له تأثير مهم على أوضاع الحكومة وفي داخل الأسرة الحاكمة، خصوصاً أن هناك معلومات تشير إلى حاجة الشيخ سعد 70 عاماً لعلاج يتطلب أسابيع في أحد المستشفيات الأميركية. وقال نائب كويتي ل"الحياة" ان الحال الصحية للشيخ سعد الذي يدير الحكومة منذ 1978 "باتت تستدعي المزيد من تفويض الصلاحيات إلى أعضاء آخرين في الأسرة والحكومة، خصوصاً النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد الذي أصبح عملياً مديراً للسلطة التنفيذية في الأشهر الأخيرة". وكان الشيخ سعد ادخل المستشفى على عجل في شباط فبراير 1997 بعد نزيف حاد في الأمعاء الغليظة، وأجريت له عملية جراحية ثم انتقل إلى لندن لمزيد من العلاج طوال صيف 1997. وبات منذ ذلك التاريخ يتردد على لندن لتمضية فترات راحة وعلاج، كان آخرها في تشرين الأول أكتوبر، لكنه عاد نهاية الشهر الماضي الى حضور الجلسة الافتتاحية لمجلس الأمة البرلمان وأخبر النواب خلال الجلسة أن عودته جاءت خلافاً لنصيحة الأطباء. ويشير قريبون إلى الأسرة الحاكمة إلى عدم رضاهم عن إجراءات العلاج التي خضع لها الشيخ سعد في بريطانيا، ويتوقعون علاجاً أفضل في الولاياتالمتحدة. ولفت النائب إلى ما أعلن أخيراً عن قرب تعيين النجل الأكبر لوزير الخارجية الشيخ ناصر صباح الأحمد مستشاراً للشيخ سعد، وقال ان هذه الخطوة "ربما تدفع إلى مزيد من الائتلاف داخل الأسرة الكويتية الحاكمة". وكانت انباء عن خلافات في شأن أسلوب الشيخ سعد في إدارة الدولة ضمن "الأسرار المعلنة" في الكويت في السنوات الأخيرة. وبرز الشيخ ناصر صباح الأحمد ضمن مجموعة من الشيوخ الشباب الذين يعارضون سياسات ولي العهد وأسلوبه، خصوصاً أن مجلة "الزمن" التي يملكها الشيخ ناصر تنشر أكثر المقالات سخونة في انتقاد الشيخ سعد والوزراء والقياديين المحسوبين عليه. ولاحظ النائب أن مجلة "الطليعة" المعبّرة عن اليسار الليبرالي الكويتي رحبت بشدة الأربعاء الماضي بنبأ تعيين الشيخ ناصر مستشاراً للشيخ سعد، على رغم سياستها التقليدية في مهاجمة الجناح السياسي الذي يمثله ولي العهد. وللشيخ سعد عدد كبير من المستشارين لكن وزير الدولة السابق السيد ضاري العثمان هو أقربهم إليه، كما أن التيار الليبرالي اليساري يعاديه فيما يقترب منه التيار الإسلامي والمحافظ. وتتوقع أوساط برلمانية أن يبرز ابتعاد الشيخ سعد عن الإدارة المباشرة للحكومة في الفترة المقبلة، الحاجة الى تعديل وزاري ربما يتجلّى علناً بعد شهر رمضان المبارك. ويقول أحد النواب: "وما دام الشيخ صباح سيدير دفة الحكومة، فله الحق أن يضع التشكيلة الوزارية التي يفضل، وهو ما لم يتم في تموز يوليو الماضي، حين أعلن عن الحكومة بعد انتخابات البرلمان". وتشير تكهنات النواب إلى احتمال أن يمس التغيير أو التدوير وزارة اقتصادية مهمة بالإضافة إلى وزارة توجيهية، وإن الأمر شبه الأكيد هو اعفاء الدكتور عادل الصبيح من إحدى الحقائب الثلاث التي أوكلت اليه في التشكيل الحالي، وهي الاسكان والكهرباء والأوقاف. ويتوقع أن يرافق وزير النفط الشيخ سعود ناصر الصباح الشيخ سعد في رحلته الأميركية التي رتبت على أساس دعوة رسمية قديمة من حكومة الولاياتالمتحدة، لكن الطابع الخاص العلاجي سيكون غالباً على الرحلة. ولم يستبعد مصدر برلماني ان يجري الشيخ سعود خلال مرافقة ولي العهد مزيداً من الاتصالات مع شركات نفطية اميركية ضمن الترتيب الكويتي لإدخال الخبرة الأجنبية في تطوير آبار النفط في شمال الكويت.