دخلت المواجهة بين الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف وخصومه مرحلة الحسم بعدما اصدر الرئيس مرسوماً امس الخميس يلزم القادة الميدانيين بحل الميليشيات ويكلف مسؤولي وزارات "القوة" اتخاذ اجراءات لپ"محاسبة من لا ينصاع". وكان الرد الأول من القائد الميداني سلمان رادويف الذي اعلن رفضه الامتثال لهذه الاوامر. وقضى المرسوم الرئاسي بأن تحل في غضون سبعة ايام، كل التشكيلات التي لم تنضم الى القوات المسلحة ولا تخضع لأوامر هيئة الاركان العامة التي يقودها مسخادوف نفسه. وذكر مايربك فاتشاغايف السكرتير الصحافي للرئيس ان الميليشيات غير الشرعية "تسيء الى مبدأ الاستقلال والسيادة ... وينبغي تصفيتها فوراً". وأكد ان مسخادوف كلف قادة الاجهزة الأمنية والعسكرية الحكومية تنفيذ المرسوم و"محاسبة من لا ينصاع له". وبذا فان المواجهة بين الرئيس وعدد من القادة الميدانيين البارزين الذين طالبوا باستقالته واتهموه بانتهاك الدستور، دخلت مرحلة حاسمة. ورغم ان محللين يرون ان الطرفين سيحاولان تجنب الاشتباك فانهم حذروا في الوقت نفسه من ان الوضع في الشيشان يقترب بسرعة من "الخط الأحمر". ويقود التكتل المناوئ لمسخادوف، ثلاثة من ابرز القادة الميدانيين في مقدمهم، شامل باسايف، رئيس الوزراء السابق وسلمان رادوين، قائد "جيش الجنرال دودايف" والقائد خطاب الذي يقول الروس انه اردني الأصل. وحسب تقديرات اجهزة الأمن الفيديرالية فان تعداد القوات الموالية لمسخادوف يصل الى سبعة آلاف شخص ولديها 60 مدرعة و20 قطعة مدفعية، وتتمركز افضل الوحدات، في الحرس الوطني والفوج الرئاسي. وعلى الجانب الآخر، يضم "جيش دودايف" الف عنصر وثمة ثلاثة آلاف مقاتل يمكن استنفارهم بسرعة. ولدى هذا الجيش 15 الى 20 قطعة مدرعة بين دبابة ومصفحة وناقلة جنود، وهو يتخذ من غرب الشيشان قاعدة اساسية له. وتحت امرة باسايف الذي يعد من اشجع القادة في الحرب الشيشانية، زهاء الف مسلح ولديه عدد من المدرعات وله نفوذ واسع في غروزني ومنطقة فيدينو الجبلية. وتقدر ميليشيا القائد خطاب بألف عنصر ولديه دبابتان وعدد غير معروف من المدرعات. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصادر امنية ان خطاب اقام سبعة مراكز تدريبية لاعداد المقاتلين. وذكرت ان مقاتلين من بلدان عربية يتمركزون هناك. وفي اشارة الى ان المواجهة مقبلة، اعلن دادويف ان المرسوم "لا ينطبق" على الوحدات التي يقودها، وذكر ان "جيش تحرير دودايف" سجل رسمياً بوصفه جزءاً من "حركة التحرر الوطني للقوقاز" وأعلن انه لا ينوي تنفيذ اوامر مسخادوف. ويواجه الرئيس الشيشاني ضغوطاً من روسيا لدفعه الى استخدام القوة ضد خصومه ووقف ما تصفه موسكو بپ"الانفلات الامني" المتمثل في اختطاف الرهائن ووجود تشكيلات مسلحة تهدد بانتقال العمليات الى داغستان المجاورة.