أبدى قائد القوات الفيديرالية في القوقاز فلاديمير كازانتسيف استعداده ل"مسح كل شيء بالقنابل"، ورفع العلم الروسي فوق غروزني في حال إصدار رئيس الدولة قراراً بإعلان الحرب، وتوقع في خلاف ذلك ان يستمر القتال "سنوات"، فيما وصلت أمس بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي لتقصي الحقائق والبحث عن صيغة لتسوية سياسية. وفي تحدٍ واضح للقيادة السياسية قال الجنرال ان اتخاذ قرار بوقف العمليات سيكون "هلاكاً لروسيا"، وأضاف: "أنا شخصياً سأقطع الطريق حتى النهاية وأكون سعيداً بإبادة المجرمين". وتابع في حديث الى صحيفة "تردد" انه قادر على "إنهاء الموضوع في اسبوع واحد ومسح كل شيء في الشيشان بالقنابل" اذا صدر قرار بإعلان الحرب. ولكنه استدرك ان العملية تهدف الى مكافحة الارهاب، وقال ان معيارها الرئيسي يتمثل في "الحفاظ على أرواح الجنود ... وإنزال الحد الأدنى من الخسائر بالمدنيين". وتزايدت هذه الخسائر أمس مع استمرار قصف غروزني وغوريرميس ومدن اخرى. وذكر قائد سلاح الجو اناتولي كورنوكوف ان الاحوال الجوية "لن تعيق تنفيذ المهام" الموكلة الى الطيران الذي يقوم حالياً ب30 طلعة. وذكرت وزارة الدفاع الروسية انها رصدت تحضيرات لإقامة معسكرات شتوية للمقاتلين في المناطق الجبلية، واكدت ان لديها معلومات عن احتمال نقل القوات الأساسية الشيشانية الى أذربيجان وإقامة حكومة منفى يقودها الرئيس أصلان مسخادوف من جورجيا. الا ان رئيس "مؤتمر شعوب القوقاز" يوسف سوسلانيكوف الذي عاد أمس من غروزني حيث التقى الرئيس الشيشاني اكد ان مسخادوف باق في العاصمة و"مستعد للحوار واحلال النظام في الشيشان بالتعاون مع روسيا" في حال وقف العمليات. ويرى المراقبون ان هذه اشارة مهمة من الرئيس الشيشاني توحي بأنه قد يبدأ العمل ضد من يوصفون بالراديكاليين اذا وافقت موسكو على هدنة موقتة. وتبدأ منظمة الأمن والتعاون الأوروبي وساطة لدفع الحوار، ووصل وفد منها الى جمهورية انغوشيتيا لتفقد أحوال اللاجئين. ووعد رئيس الوفد كيم تروفاك بالعمل على تقديم مساعدات للتخفيف من مصائب اللاجئين الذين يمضون فصل الشتاء في الخيام. وقال انه لا يستبعد "مشاورات في التسوية السياسية" مع السلطات الفيديرالية. إلا ان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية فلاديمير رحمانين اكد امس ان موسكو تعتبر المشكلة الشيشانية شأناً داخلياً وترفض ان تغدو "محوراً رئيسياً" اثناء القمة التي تعقدها في اسطنبول منظمة الأمن والتعاون، ويتوقع ان يحضرها الرئيس بوريس يلتسن. ورد رحمانين على اتهامات اميركية رسمية بانتهاك روسيا اتفاقات جنيف واستخدامها القوة ضد المدنيين. وقال ان وزارة الخارجية الاميركية "تستقي معلومات من مصادر حولت الشيشان الى منطقة ارهابية". ومن جهة اخرى، أعرب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية عن "استغراب" بلاده زيارة وزير الخارجية الشيشاني البرلمان الفرنسي. وأكد ان الشيشان "جزء من روسيا"، وقال ان استقبال مواطنين يدعون انهم يمثلون "جمهورية مستقلة" يشكل عملاً "لا يتماشى مع العلاقات الودية" بين البلدين.