القدس المحتلة، رام الله، نيويورك - أ ف ب، رويترز - انتهت المحادثات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أمس في القدس من دون التوصل إلى تسوية في شأن انسحاب جزئي جديد للقوات الإسرائيلية من الضفة الغربية. ودعا كل من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود باراك الولاياتالمتحدة لتواصل دورها "الحاسم" في عملية السلام التي "تمر في مرحلة حرجة". وأعلن باراك في نيويورك عن استعداد إسرائيل تقديم "تنازلات مؤلمة" لتحقيق السلام، وتوقع اصدار عملة فلسطينية مستقبلاً. وأعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات للصحافيين بعد اجتماع القدس "ان الخلافات لا تزال موجودة ولا نريد نشوب أي أزمة، ونأمل في التوصل الى حل للمشكلة وفقاً للاتفاق الذي تم التوقيع عليه". وأضاف ان "الفلسطينيين مصممون على ان يكون لهم أيضاً حق التقرير بالنسبة الى خرائط الانسحاب". ويرفض الفلسطينيون خرائط الانسحاب التي عرضتها اسرائيل لأنهم يفضلون انسحاب اسرائيل من مناطق مأهولة تكون استمرارا للمناطق الخاضعة لسيطرتهم. وتابع عريقات ان "جولة جديدة من المحادثات ستعقد بعد يومين وستتركز على الانسحاب الاسرائيلي الثالث من الضفة الغربية"، واطلاق سراح مجموعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين قبل شهر رمضان الذي يصادف 9 كانون الاول ديسمبر المقبل. وطالب عرفات أمس الرئيس بيل كلينتون ب"التحرك" لتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وكان عرفات يتحدث للصحافيين اثر افتتاحه مستشفى جديداً للقطاع الخاص في مدينة رام الله في الضفة. وقال رداً على سؤال: "اتوقع ان يتحرك الرئيس كلينتون لتنفيذ الاتفاق الذي وقعناه في شرم الشيخ وكذلك كل الاتفاقيات الاخرى". وفي نيويورك، دعا باراك الولاياتالمتحدة الى ان تواصل دورها "الحاسم" في عملية السلام في الشرق الأوسط التي قال إنها "تمر حالياً في مرحلة حرجة جداً". وأكد باراك، الذي كان يتحدث أمام ممثلي المنظمات اليهودية الاميركية مساء أول من أمس، رغبة اسرائيل في الوصول الى السلام، لكنه شدد على أولوية الأمن بالنسبة للدولة العبرية. وقال باراك في اللقاء، الذي نظم على مائدة عشاء وحضره السفراء المعتمدون لعدد من الدول العربية في الأممالمتحدة: "سأفعل ما بوسعي لوضع حد لدورة العنف". وأكد باراك، الذي يشارك في نيويورك في احتفال اقامه "معهد السياسة الاسرائيلية"، وهو مؤسسة اميركية لدعم حزب العمل الاسرائيلي: "إن هدفنا الأول هو التوصل الى سلام مع جيراننا قبل نهاية العام 2000". وأشار إلى أن التوصل الى اتفاق مع سورية أمر "ممكن". وقال: "إذا كان الرئيس السوري حافظ الأسد تفاوض مع من سبقني شامير ورابين وبيريز ونتانياهو، فهو بالتأكيد سيجد سبيلاً للتفاوض مع حكومتي أيضاً"، معرباً عن استعداد إسرائيل لتقديم "تنازلات مؤلمة" لتحقيق السلام، لكنه أكد على ان السلام يجب ان يكون متبادلاً. وقال: "إذا كان شركاؤنا جادين، فسنحقق السلام. أما إذا كانوا غير جادين، فلا يمكن تحقيقه. ولن انتظر معجزات من السماء، كما لا اؤمن بحلول الهية. يجب أن يحسم البشر أمرهم هنا والآن".