القدس المحتلة - أ ف ب - واصلت اسرائيل امس جهودها لإقناع الولاياتالمتحدة بتلطيف اقتراحاتها في شأن حجم الانسحاب العسكري الاسرائيلي من الضفة الغربية بعد تأجيل قمة واشنطن الثلاثية لإنقاذ عملية السلام الى أجل غير مسمى. ومن المقرر ان يقدم المبعوث الاميركي دنيس روس الذي التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ثلاث مرات في الأيام الأخيرة الماضية، الى الرئيس بيل كلينتون حلاً وسطاً جديداً يتيح عقد القمة الاسرائيلية - الفلسطينية - الاميركية أواخر الشهر الجاري استناداً الى وسائل الاعلام الاسرائيلية. وتقول صحف "هآرتس" و"معاريف" و"جيروزاليم بوست" ان اسرائيل ستذعن شكلياً للمطالب الاميركية التي وافق عليها الفلسطينيون بالفعل وتقبل من حيث المبدأ سحب قواتها من 13.1 في المئة من الضفة الغربية، إلا ان جزءاً من اعادة الانتشار هذه سيؤجل لأشهر عدة. ورفض نتانياهو حتى الآن الرقم الذي حددته الولاياتالمتحدة معتبراً ان حجم الانسحاب من الضفة الغربية لا يمكن في هذه المرحلة ان يزيد عن 9 في المئة "لأسباب أمنية". ويصطدم هذا المطلب بمطالب الولاياتالمتحدة التي ترفض خفض حجم الانسحاب بعد ان قدم الفلسطينيون بالفعل تنازلات ضخمة. وانتقد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات التسوية الجديدة المقترحة وقال للصحافيين ان "التنازلات الفلسطينية غير قابلة للضغط لأن نتانياهو يسعى الى كسب الوقت". وأوضحت "هآرتس" ان روس وضع خلال تنقلاته من الجمعة الى الاحد بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ونتانياهو الصيغة الجديدة التي قد تخرج عملية السلام من المأزق الذي توجد فيه منذ آذار مارس 1997. وتقضي التسوية بأن تنسحب اسرائيل من 9 الى 11 في المئة من الضفة الغربية خلال 12 اسبوعاً يثبت عرفات خلالها تصديه بفاعليه للمتطرفين الفلسطينيين وللعنف استجابة لمطالب نتانياهو. وتقضي الخطة ايضاً بأن تحدد اسرائيل القطاعات الاضافية لما تبقى من الپ13 في المئة والتي ستنسحب منها في موعد يتفق عليه سلفاً شرط ان يلتزم الفلسطينيون بتعهداتهم الأمنية. وستجرى محادثات لتقرير الموعد والنسبة المئوية المحددين للأراضي التي ستنسحب منها اسرائيل لاحقاً. واذا ما تمت الموافقة على هذه الصيغة سيلتقي نتانياهو وكلينتون وعرفات في واشنطن قبل نهاية الشهر الجاري لتوقيع الاتفاق رسمياً استناداً الى وسائل الاعلام الاسرائيلية. وتنطلق أيضاً في غمار هذه القمة مفاوضات الوضع النهائي للضفة الغربية وغزة التي يفترض ان تنتهي قبل انتهاء السنوات الخمس لمرحلة الحكم الذاتي الانتقالية في 4 ايار مايو 1999 تنفيذاً لاتفاقات اوسلو. ولم يتسن الحصول على تأكيد رسمي لهذه الانباء. ويسيطر الفلسطينيون حالياً سيطرة مباشرة على المدن الكبرى للضفة الغربية والتي تشكل 3 في المئة من مساحة الضفة، ويمارسون سلطات مدنية على 27 في المئة من مساحة الضفة يتولى فيها الجيش الاسرائيلي ضمان الأمن. ويقول نتانياهو ان الانسحاب العسكري من أكثر من 9 في المئة من الضفة الغربية سيعرض أمن اسرائيل للخطر. وأوضح مستوطنو الضفة الغربية وقطاع غزة انهم لن يترددوا في العمل على اسقاط حكومة نتانياهو اذا أمر بإعادة انتشار تهدد مستقبلهم وأمنهم.