بدأ تنافس محموم، أمس، بين المبادرة الاميركية والتصعيد الذي يقوده المستوطنون الاسرائيليون. وفيما استمر الرهان قائماً على قرب التوصل الى اتفاق حول الاقتراحات الاميركية للانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية، اقتحمت مجموعة من المستوطنين ليل الأحد - الاثنين اربعة منازل في حي سلوان في القدسالشرقية وطردت شاغليها الفلسطينيين واستولت عليها. راجع ص3 في غضون ذلك، اعلن في عمان ان الملك حسين سيزور واشنطن ليلتقي الرئيس بيل كلينتون ووزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في 15 حزيران يونيو الجاري. ويبدأ العاهل الأردني اليوم زيارة خاصة للولايات المتحدة يجري خلالها فحوصاً طبية، اما المحادثات السياسية فتأتي في الجزء الرسمي من الزيارة. وستتناول هذه المحادثات خصوصاً المساعي الاميركية لتحريك عملية السلام على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي. وكانت هذه المساعي مدار بحث في اجتماع عقد في منزل السفير الاميركي في اسرائيل ادوارد وولكر، اول من امس الأحد، وضم الامين العام للحكومة الاسرائيلية دان نافيه وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. وصرح الاخير بأنه ابلغ السفير الاميركي "رفض اي تغيير في المبادرة الاميركية"، وقال ان الجانب الفلسطيني "قبل الاقتراحات على مضض ولا يعقل ان يقوم الفلسطينيون بتقديم تنازلات او اعادة التفاوض على ما تم التفاوض عليه". ونقلت صحيفة "هآرتس" أ ف ب عن مسؤول اميركي كبير قوله ان "على اسرائيل عدم الاعتماد على تعهد اميركي يتعلق بحجم الانسحاب الثالث"، وأعرب عن خيبة أمله لتعثر المفاوضات التي "علينا ان نقرّ بأنها تراوح مكانها". وتكتسب زيارة الملك حسين اهمية مع اقتراب الادارة الاميركية من موعد اعلان نتائج جهودها لانقاذ عملية السلام. وقالت مصادر اميركية ان السفير دنيس روس انتقل امس الى نيويورك للاجتماع مع وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي افيغدور كهلاني للبحث في وسائل تنفيذ الافكار الاميركية المقترحة. واعتبرت اوساط الادارة ان المحادثات الجارية حالياً وراء الستار وصلت الى مرحلة حاسمة، علماً بأن بعض المصادر تحدث عن "تلبد" في اجوائها مقارنة مع "الانقشاع" الذي ظهر الاسبوع الماضي. وعزت هذه الاوساط الهبات الباردة والساخنة الى اقتراب الجهود من نهايتها سلباً او ايجاباً