غادر عمان مساء امس رئيس واعضاء المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس متوجهين الى قطر بعدما قرر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الافراج عنهم وعن جميع معتقلي "حماس" الذين كانوا ينتظرون المحاكمة منذ نحو شهرين. وفي الدوحة قالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان الافراج عن قياديي "حماس" والسماح لهم بالمغادرة تمّا بمبادرة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي طلب ذلك من الملك عبدالله خلال زيارته للدوحة قبل اسبوعين، فتجاوب العاهل الاردني. وكان متوقعاً وصول الاربعة منتصف الليل الى الدوحة على متن طائرة الخطوط الملكية الاردنية. في غضون ذلك، نفى رئيس المكتب السياسي السابق ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس الدكتور موسى ابو مرزوق من دمشق وجود "اي صفقة" تتعلق بإبعاد قادة الحركة الى قطر، ولفت الى انهم "ربما" يأتون الى دمشق "كزائرين" مع ان سورية "لا يمكن ان تقبل بأي حال من الاحوال خطوة ابعاد الاخوة من الاردن". وقال رئيس الوزراء عبدالرؤوف الروابدة ان العاهل الاردني قرر الافراج عن رئيس المكتب السياسي خالد مشعل والناطق باسم "حماس" في الاردن ابراهيم غوشة وعضوي المكتب السياسي عزت الرشق وسامي خاطر إضافة الى 16 معتقل من الحركة، كما قرر "حفظ القضية" التي كانت اقيمت ضدهم في محكمة امن الدولة لمخالفتهم القوانين الاردنية بانتمائهم الى تنظيم "غير مشروع". واوضح ان مغادرة مشعل ورفاقه الثلاثة الى قطر تمت بالتنسيق بين الملك عبدالله وامير قطر، فيما اعتبرت اوساط الحركة الاسلامية في الاردن ان مغادرة القياديين الاربعة كانت "ابعاداً" لهم ولم تتم بموافقتهم. وقال الروابدة رداً على سؤال للصحافيين إن الاردن سيكون مستعداً لإستقبال قادة "حماس" في حال قيامهم بزيارة الاردن في المستقبل. وكانت الحكومة اشترطت استقالة مشعل وغوشة والرشق وخاطر كشرط لبقائهم في الاردن بعد وقف نشاطهم السياسي وإغلاق مكاتبهم. لكن قياديي "حماس" رفضوا الاستقالة والبقاء في الاردن كمواطنين عاديين، ما لم يترك خياراً للحكومة سوى الابعاد، بحسب مصدر حكومي. وجاءت مغادرة قادة حماس بعد 24 ساعة من فشل الوساطة التي قامت بها جماعة الاخوان المسلمين لإطلاقهم والحؤول دون ابعادهم. وكانت قيادة حماس، التي مثلها عضو المكتب السياسي موسى ابو مرزوق الذي كان تم ابعاده في ايلول سبتمبر الماضي اشترطت الافراج عن قيادييها وبقاءهم ستة اسابيع في الاردن قبل ان يغادروا طوعاً، فيما اصرّت الحكومة على عدم منحهم أكثر من اسبوعين. وذكرت المصادر المطلعة في الدوحة ان الاتصالات استمرت طوال الاسبوعين الاخيرين بين الاردنوقطر لايجاد "مخرج لائق" لقضية معتقلي "حماس"، وكانت موضع بحث على هامش اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي عقدت اخيراً في عمان. ابو مرزوق : دمشق ترحب بهم وكان الدكتور موسى ابو مرزوق يتحدث الى "الحياة" في دمشق بعد ابعاد قادة "حماس" الى الدوحة. وقال :"فوجئنا باعلان مصدر رسمي اردني ابعاد الاخوة الاربعة والافراج عن الاخرين مع بقائهم في الاردن". وسئل عن تفسيره الراوية الاردنية الرسمية بأن عفواً ملكياً صدر عنهم وأن السفر الى الخارج هو قرارهم، فقال: "بالتأكيد من يخرج بارادته لن يتوجه من السجن الى الطائرة كما ان الاخوة رفضوا اي اجراء يتعلق بطلب رئيس الوزراء مغادرتهم الاردن". وعن احتمال وجود صفقة شاركت فيها الدوحة للخروج من الازمة، قال ابو مرزوق :"من الصعب الحديث عن صفقة بين طرفين لسنا احدهما، لكن لم نكن في اي حال من الاحوال نقبل الابعاد". واكد عدم وجود اي اتصال رسمي مع سورية لانتقال اقامتهم الى دمشق، لكنه قال :"ان سورية ترحب بكل مناضل عربي، وهم مرحب بهم في الشام كزائرين، لكن لا يمكن في اي حال من الاحوال ان تقبل دمشق باجراء الابعاد الاردني".