حذّر الجيش الروسي القيادة السياسية من إصدار أوامر بوقف تقدم قواته التي اصبحت على مشارف العاصمة الشيشانية غروزني. وقال قائد الجبهة الغربية للقوات الفيديرالية الجنرال فلادمير شامانوف في حديث الى صحيفة "كوميرسانت" امس ان على الكرملين السماح للزحف العسكري ب"الوصول الى نهايته المنطقية" باحتلال غروزني. وهدد بالاستقالة من منصبه اذا صدرت اوامر عكس ذلك. وأعرب شامانوف عن مخاوفه من تقلّب مزاج السياسيين، خصوصاً بعد عودتهم من قمة منظمة التعاون الاوروبية في اسطنبول: "فنحن نعيش في دولة فريدة من نوعها يمكن للأحداث، بسبب قراراتها، ان تنقلب في اتجاه معاكس بمشيئة رجل واحد". ومن جهته اعرب النائب الاول لرئيس هيئة الاركان العامة للقوات الروسية الجنرال فاليري ماتيلوف عن اعتقاده بأن الولاياتالمتحدة ترغب في انهاء المواجهة مع روسيا في ما يتعلق بالشيشان والقوقاز عموماً لكي يتسنى للادارة الاميركية تقديم اتفاق خفض القوات التقليدية الى الكونغرس للمصادقة عليه. وفي السياق نفسه اكد مسؤول اميركي رويترز ان روسيا لمّحت الى تليين موقفها من قضية العراق في مجلس الامن مقابل تخفيف النقد الغربي للحرب الشيشانية. واوضح المسؤول الذي لم تسمّه الوكالة ان وزير الخارجية ايغور ايفانوف لمح الى ذلك "في ورقة غير رسمية" سلّمها الى وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في اسطنبول. على الصعيد الميداني أفادت مصادر شيشانية ان القوات الروسية اصبحت على بعد كيلومترين من ضواحي غروزني الغربية. واوضح المصدر ذاته ان القوات الفيديرالية عزّزت انتشارها واصبحت على بعد ثلاثة كيلومترات من منطقة زافودسكي، واربعة كيلومترات من منطقة اندييفسكايا.