تقول السلطات الاسترالية انها عملت بجهد لضمان جاهزية جميع الاجهزة المعنية والتأكد تماماً من ملاءمتها لعام 2000، ولهذا خصصت اكثر من 21 بليون دولار استرالي للاجراءات التي تكفل تحقيق هذا الهدف. وتصنف مجموعة غارتنر غروب، التي تتخذ من كونيكتيكت مقراً لها، استراليا على انها من البلدان التي تحتل موقعاً متقدماً مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وكندا في مجال الاستعداد لمشكلة العام 2000. ويمثل ما يسمى بمشكلة بقة العام 2000 حالة قصور وعجز في بعض اجهزة الكومبيوتر القديمة التي ستفسر العام 2000 كما لو انه عام 1900، الأمر الذي قد يؤدي الى حدوث مشاكل في الانظمة المعتمدة على التواريخ الدقيقة ويحول دون قيامها بعملها الاعتيادي. وتتلخص المشكلة في انه عندما قام المبرمجون بتصميم البرامج الكومبيوترية الاولى، كان حيز تخزين المعلومات ضيقاً. ومن اجل التوفير في حيز الذاكرة في اجهزة الكومبيوتر الضخمة ألغى المبرمجون العددين الاولين من كل تاريخ، فعلى سبيل المثال، كتب عام 1977 - 77، وعام 1988 - 88 وعام 1999 - 99، وهكذا دواليك. ولهذا، فان سنة 2000 ستقرأ هكذا "00" وبما ان النظم مصممة على اساس ان كل السنوات تبدأ بالرقم 19، فان الكومبيوتر سيفسر الرمز "00" على انه يعني سنة 1900. ورصدت الحكومات والشركات في جميع انحاء العالم اموالاً طائلة من اجل مواجهة هذا الخطر الكومبيوتري والحد من المشاكل والتأثيرات السلبية المترتبة عليه. ووجدت استراليا التي تعد بمثابة بلد متقدم من الناحية التقنية، نفسها في سباق محموم مع الزمن، واخذت زمام المبادرة لمواجهة وتجاوز هذه المشكلة المستعصية، مستفيدة من تجربتها العملية ذات الكفاءة العالية. وفي الوقت الذي لا تستطيع فيه اي جهة رسمية او غير رسمية الجزم بأنها تخلصت في شكل نهائي من مشكلة عام 2000، فان السلطات الاسترالية تعتبر هذه المشكلة تم حلها عملياً. وتشدد السلطات الاسترالية على ان بوسع السائح في استراليا ان يشعر بالاطمئنان التام وان يعتبر مشكلة عام 2000 في طي النسيان ويستعد للاستمتاع بالحفل الرائع المرتقب تنظيمه بمناسبة قدوم الألفية الجديدة على ضفاف ميناء سيدني المدهش الذي سيشهد اكبر عرض للألعاب النارية في العالم. الأجواء الاسترالية الآمنة اما على صعيد السفر الى استراليا، فخصصت شركات الطيران الاسترالية اكثر من 200 مليون دولار اميركي لاتخاذ الاجراءات اللازمة لمعالجة مشكلة عام 2000. وفي هذا الصدد، أشار مايك سميث المدير المساعد لشؤن سلامة الطيران المدني في استراليا قائلاً "لقد تم انجاز 90 في المئة من العمل في شهر تموز يوليو من العام الجاري، وضمنت شركات الطيران الحصول على شهادات التأهيل في يوم 30 ايلول سبتمبر باعتبار ان جميع اجهزتها وانظمتها صالح للعمل في الألفية المقبلة". وأضاف قائلاً "تتابع سلطة سلامة الطيران المدني عن كثب وفي شكل دقيق الاجراءات والخطوات التي يتخذها جميع الشركات الأجنبية التي تقوم بتسيير رحلاتها الى استراليا، وبامكان نظام مراقبة الحركة الجوية بين المطارات الذي يشرف على مسارات وخطوط الرحلات المختلفة ان يتعامل مع مسألة تغير التاريخ بدون اي مشاكل فنية. وهناك تعاون وثيق ومكثف بين جميع الجهات والسلطات المعنية إذ يقوم كل من "الاتحاد الدولي للنقل الجوي"، و"المنظمة الدولية للطيران المدني"، و"سلطة سلامة الطيران المدني الاسترالية" بمتابعة سير العمل والاجراءات التي يتم اتخاذها في هذا الصدد". وقامت سلطة "سلامة الطيران المدني" بالتنسيق مع شركات الطيران والمطارات وسلطة مراقبة الحركة الجوية وادارة النقل والمواصلات الاسترالية ومختلف المنظمات الدولية المعنية على مدى اكثر من عامين وذلك من اجل ضمان سلامة الأجواء الاسترالية عند قدوم الألفية الثالثة. ويركز برنامج التدقيق على عدة عمليات وعوامل هامة بما في ذلك عمليات نقل المسافرين.