تواصلت التظاهرات أمس في نواكشوط لليوم الثالث على التوالي احتجاجاً على إقامة تمثيل ديبلوماسي كامل مع إسرائيل، فيما زار رئيس الوزراء الموريتاني الشيخ العافية ولد محمد الرباط لعرض الأسباب التي حملت بلاده على هذه الخطوة. وقال لدى وصوله إلى الرباط ناقلاً رسالة من الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع إلى الملك محمد السادس، إن قرار بلاده رفع التمثيل الديبلوماسي مع إسرائيل إلى مستوى السفراء "نابع من موقفنا الصريح والدائم لدعم مسلسل السلام في الشرق الأوسط". واضاف "ان ثمة اجماعاً عربياً على أن خيار السلام استراتيجي بالنسبة إلى الجميع ... وان نواكشوط تعمل ما في وسعها على تشجيع الأطراف على بناء الثقة في ما بينها وكسر الحواجز النفسية القائمة". وفي نواكشوط، نزل طلاب الثانويات والاعداديات إلى الشوارع في تظاهرات احتجاجية على الخطوة، ورددوا شعارات معادية للولايات المتحدة وإسرائيل. ولم تتدخل الشرطة لتفريق المتظاهرين للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات قبل ثلاثة أيام. والتقت أحزاب المعارضة والمساجد والأشخاص العاديون على التنديد بالقرار. ووصف مسعود ولد بلخير زعيم "حزب العمل من أجل التغيير"، الذي يضم الأفارقة السود والعرب، القرار بأنه "خيانة وخروج على الصف العربي ومساندة لإسرائيل في احتلال الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية". واعتبر زعيم جبهة أحزاب المعارضة أحمد ولد داداه فتح السفارة بأنه "لا يعبأ بمشاعر الشعب الموريتاني والأمتين العربية والإسلامية". وقال حزب التحالف الناصري إن القرار "جريمة في حق الشعب الموريتاني"، ودعا الموريتانيين إلى مواجهته واسقاطه. وكانت الحكومة الموريتانية رفضت على لسان وزير الإعلام الرشيد ولد صالح تصريحات الأمين العام للجامعة العربية، وقالت انه "غير مخول للادلاء بها". وسحبت نواكشوط أول من أمس سفيرها في بغداد احتجاجاً على انتقاد عراقي، ولم تفعل الشيء نفسه بالنسبة إلى سورية ودول أخرى انتقدتها. وفي طرابلس أ ف ب، أفادت "وكالة الجماهيرية للأنباء" الليبية ان العقيد معمر القذافي اجرى محادثات امس مع وزيري خارجية تونس والجزائر تناولت مضاعفات قرار موريتانيا اقامة علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل على اتحاد المغرب العربي. وقالت ان محادثات القذافي مع وزير الخارجية الجزائري احمد العطاف والتونسي سعيد بن مصطفى تركزت على خطوة موريتانيا التي "تشكل خرقاً خطيراً من شأنه الاضرار باتحاد المغرب العربي الذي يعمل على تنشيط مؤسساته وبعث الحياة فيها مجدداً".