لندن، طهران، نواكشوط، القاهرة - "الحياة"، اف ب، رويترز - رفضت موريتانيا الانتقادات المحلية والخارجية لقرارها اقامة علاقات ديبلوماسية كاملة مع اسرائيل واستدعت سفيرها لدى بغداد، في الوقت الذي تواصلت فيه هذه الانتقادات من ايرانوالعراق والجامعة العربية. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن الناطق باسم وزارة الخارجية حامد رضا آصفي "أسف ايران بعد اقامة علاقات ديبلوماسية كاملة بين موريتانيا والنظام الصهيوني". واضاف ان هذا التطبيع "في الظروف الحساسة حاليا في المنطقة يتعارض مع تطلعات الامة الفلسطينية والدول الاسلامية". وتابع: "لا شك في ان النظام الصهيوني سيزداد قوة في جهوده لتحقيق اهدافه التوسعية وهضم حقوق الفلسطينيين". كذلك استنكر مجلس الوزراء العراقي امس الخطوة الموريتانية واعتبرها جزءا من حال التدهور التي ترفضها الجماهير العربية، ومن حالة كان العراق رفضها. كما اعتبر في بيان نقلته وكالة الانباء العراقية ان هذا القرار يؤذي مصالح الامة ونضالها من اجل حقوقها المشروعة. وتصاعدت انتقادات الجامعة العربية حيال الخطوة الموريتانية، بعدما طالبت نواكشوط الامين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد عدم التدخل في شؤونها الداخلية. وقال مصدر رفيع المستوى في الجامعة امس إن موقف عبدالمجيد من خطوة التطبيع الموريتاني مع اسرائيل لم تكن مسألة شخصية، واستند الى القرار الصادر عن مجلس الجامعة العربية نهاية آذار مارس العام 1997 برقم 5629 الذي نص على وقف الدول العربية اي إجراء للتطبيع. واشار الى ان وزير الخارجية الموريتاني كان من بين الموافقين على صيغة هذا القرار الذي صدر بالإجماع، ولفت الى ان الخطوة الموريتانية تعد خرقاً لقرارات قمة القاهرة الاستثنائية التي انعقدت في حزيران يونيو 1996. وافادت وزارة الخارجية الموريتانية ان نواكشوط استدعت امس سفيرها في العراق مولاي عبدالله، في اطار انتقاد الحكومة العراقية اقامة علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل. كذلك قال وزير الاتصالات، الناطق باسم الحكومة راشد ولد صالح في مؤتمر صحافي اول من امس ان القرار يرتكز على استراتيجية عربية مشتركة اتفق عليها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول سبتمبر الماضي. واضاف ان موريتانيا تهدف الى "استعادة الثقة باختراق العوائق النفسية" في الشرق الاوسط، وقال: "نحن لا نتطلع لاي ميزة ولا نساوم على مواقفنا المستندة للمبادئ". ونظم مئات من تلاميذ المدارس تظاهرة سلمية في نواكشوط ضد اقامة علاقات ديبلوماسية مع اسرائىل. ووصف السياسي المعارض المخضرم احمد ولد دادة الاتفاق بأنه "نقطة سوداء في تاريخ بلادنا". واتهم حزبه اتحاد القوى الديموقراطية الحكومة بالاضرار بمصالح الشعبين العربي والفلسطيني. وقالت الجماعة المعارضة الوحيدة في البرلمان "العمل من اجل التغيير" ان الحكومة تتملق الولاياتالمتحدة والغرب. ونددت ليبيا بالخطوة الموريتانية وقالت انها "ضربة" ضد اتحاد المغرب العربي.