اعاد الرئيس زين العابدين بن علي امس عبدالرحيم الزواري الى الامانة العامة للتجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم في خطوة كانت متوقعة منذ تعيين الامين العام السابق عبدالعزيز بن ضياء وزير دولة مستشاراً خاصاً لرئيس الجمهورية اول من امس. وكان الزواري اول امين عام ل"التجمع" بعد تغيير اسم "الحزب الاشتراكي الدستوري" الذي اسسه الرئيس الحبيب بورقيبة الى الاسم الحالي في مؤتمر عام اعتبر الاول في المرحلة الجديدة من حياة الحزب العام 1988. وشغل الزواري بعد مغادرة قيادة "التجمع" مناصب وزارية ابرزها الخارجية وآخرها التربية التي غادرها مطلع الاسبوع الجاري، فيما اسندت الامانة العامة بعده الى كل من الشاذلي النفاتي الذي نقل لاحقاً الى وزارة الشؤون الاجتماعية وعبدالعزيز بن ضياء. ولوحظ ان الرئيس بن علي اعاد ثلاثة من المسؤولين البارزين في الحزب والدولة الى مواقع كانوا شغلوها في الماضي وهم وزير الخارجية الجديد القديم الحبيب بن يحيى ووزير الداخلية الجديد القديم ايضاً عبدالله القلال والامين العام ل"التجمع"الزواري. ويعتبر الزواري وهو محام شغل منصب محافظ في مناطق عدة ايام بورقيبة، احد رجال الرئيس بن علي المقربين خصوصاً في التجمع. فهو لم يغادر الحكم سوى فترات قصيرة منذ 12 عاماً وكان واحداً من اربعة سياسيين عهد لهم الرئيس بن علي تجديد الحزب الذي ورثه عن بورقيبة في اعقاب التغيير الذي قاده في تشرين الثاني نوفمبر العام 1987، الى جانب كل من الدكتور حامد القروي الوزير الاول لاحقاً والنائب عمر البجاوي وعبدالملك العريف رئيس الخطوط التونسية حالياً. وكان الاربعة هم الذين اعدوا المؤتمر الاول التأسيسي للتجمع الدستوري. واشار مراقبون الى ان الرئيس بن علي استبقى الزواري عضواً في المكتب السياسي ل"التجمع" بعد تعيينه سفيراً في الرباط، وهي سابقة اولى واخيرة في عهد بن علي. الا ان الزواري بقي لاحقاً اكثر من سبعة اعوام بعيداً عن قيادة الحزب، على رغم العودة القصيرة الى المكتب السياسي بعد تعيينه وزيراً للخارجية في العام 1997 والتي لم يستمر فيها سوى ثمانية اشهر، ما اتاح له اخذ مسافة لمراقبة تطور الامور. ويرجح ان الدافع الى اعادته الى قيادة "التجمع" هو اعادة عنصر الشباب الى القيادة كون سلفه بن ضياء استمر يشغل مناصب حكومية منذ تعيينه وزيراً للتعليم العالي في حكومة الهادي نويرة العام 1979. كذلك تعتقد مراجع حزبية ان "التجمع" كان يدار بالطريقة التي تدار فيها الوزارات والدوائر العمومية فيما تحتاج الاحزاب السياسية الى نمط مغاير من الادارة يزيل عنها النمط البيروقراطي. ويشكل اختيار الزواري محاولة لربط الجسور مجدداً مع فئات الجامعيين الذين استقطب منهم نحو 800 استاذ بعد تسلمه قيادة "التجمع" اواخر الثمانينات في اطار تعزيز المستوى الثقافي للكوادر ووضع اعداد اكبر من الحاصلين على تعليم جامعي في المراكز القيادية محلياً ومركزياً. ويتوقع بعد تعيين الامين العام الجديد ل"التجمع" ان يختار الرئيس بن علي تشكيلة جديدة للمكتب السياسي يرجح ان يخرج منها وزيرا الداخلية والخارجية السابقان علي الشاوش وسعيد بن مصطفى فيما يحل الوزير الاول الجديد محمد الغنوشي محل سلفه حامد القروي في منصب نائب رئيس الحزب. الى ذلك يرجح تعيين اعضاء جدد في الامانة الدائمة ل"التجمع" ليشكلوا طاقم القيادات القطاعية الذي يساعد الزواري في توجيه الجهاز الحزبي.