جدد المؤتمر الثالث ل "التجمع الدستوري الديموقراطي" الحاكم في تونس الثقة بأكثرية اعضاء الحكومة والقيادة السابقة للحزب. واكد الرئيس زين العابدين بن علي الذي كان انتُخب رئيساً ل "التجمع" ان "انتخابات اعضاء اللجنة المركزية جرت في اطار النزاهة والشفافية المطلقة والمنافسة الشريفة وشكّلت فرصة أثبت فيها التجمع مجدداً انه مدرسة للديموقراطية". وقال متوجهاً الى الذين فشلوا في انتخابات اللجنة المركزية: "لا يستغني التجمع عن اي كفاءة من كفاءاته، يتساوى في ذلك الجميع في اي موقع كانوا في اطار الهيئات الحزبية او خارجها". وطبقاً للنتائج المعلنة امس حافظ الوزير الاول الدكتور حامد القروي وغالبية اعضاء الحكومة على مقاعدهم في اللجنة المركزية، باستثناء وزير التربية السيد صلاح الدين فرشيو. كذلك احتفظ الامينان العامان السابقان ل "التجمع" السيدان عبدالرحيم الزواري والشاذلي النفاتي بمقعديهما، لكن تعيينهما في المكتب السياسي غير وارد. وكان الزواري شغل الأمانة العامة في اعقاب المؤتمر الاول في 1988، فيما كان النفاتي اميناً عاماً لدى عقد المؤتمر الثاني في 1993. وجرت انتخابات اللجنة المركزية المؤلفة من 236 عضواً على مرحلتين، اذ انتخبت فروع الحزب قبل المؤتمر عدداً من المرشحين لعضوية اللجنة يبلغ ضعفي عدد المقاعد المخصصة لممثلي المناطق 147 مقعداً، وبت اعضاء المؤتمر اول من امس اللائحة النهائية للحصة المناطقية، فيما اختار المؤتمر مباشرة اعضاء "اللائحة الوطنية" البالغ عددهم 89 عضواً لاستكمال الحصة الباقية. وزير الخارجية ولوحظ ان وزير الخارجية السيد سعيد بن مصطفى انضم للمرة الاولى الى اللجنة المركزية، مما يجعل الطريق سالكة امامه الى المكتب السياسي بعدما حال عدم انتمائه للجنة دون هذه العضوية لدى تسلّمه رئاسة الديبلوماسية مثلما كانت الحال مع اسلافه. كذلك لوحظ ان مسؤولين سابقين في الدولة حافظوا على مقاعدهم في اللجنة المركزية وفي مقدمهم الوزيران الاولان السابقان السيد الهادي البكوش والسيد رشيد صفر ووزير الخارجية السابق السيد الباجي قائد السبسي والامين العام السابق للجامعة العربية السيد الشاذلي القليبي. ولم يعيّن وزير الثقافة الدكتور عبدالباقي الهرماسي عضواً في اللجنة المركزية لأنه أتى الى الوزارة من الديبلوماسية ولم ينتم الى الجهاز الحزبي سابقاً. وخرج من اللجنة وزراء سابقون بعد تعيينهم في مناصب ديبلوماسية في مقدمهم وزير الثقافة السابق السيد منجي بوسنينة الذي عُيّن سفيراً في باريس وخلفه في الوزارة السيد صالح البكاري السفير الحالي في الرباط. وافاد قيادي في "التجمع" ان اجتماعات اللجنة المركزية لا تقتصر على اعضائها المنتخبين وانما تشمل كذلك الأمناء العامّين لفروع الحزب في المناطق 28 مسؤولاً والمحافظين ورؤساء منظمات المقاومين المجاهدون القدامى والشباب والطلاب التابعة للحزب. ولوحظ ان رؤساء المنظمات الشعبية الرئيسية المزارعون ورجال الاعمال والنساء انتخبوا اعضاء في اللجنة المركزية باستثناء الامين العام لاتحاد نقابات العمال السيد اسماعيل السحباني الذي لا ينتمي الى "التجمع". مكتب سياسي ويتوقع ان تعلن في الساعات المقبلة تشكيلة المكتب السياسي الجديد المؤلف من عشرة اعضاء، الا ان المراقبين لا يتوقعون تعديلاً في تشكيلة القيادة الجديدة باستثناء دخول وزير الخارجية الى المكتب السياسي. وشدد بن علي في خطابه امس على ان "استحقاقات مهمة تنتظرنا خلال السنتين المقبلتين"، واكد ثقته في ان "التجمع" سيكسبها اذا ما التزم الانضباط وفي مقدمها الانتخابات الرئاسية في العام المقبل والتي قال انه "معتزّ" باختياره مرشحاً ل "التجمع" فيها.