دعا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز روسيا الى تسوية نزاعها مع غروزني بالطرق السلمية وبدء التفاوض معها لوقف الحرب في الشيشان. وقال الرئيس الاميركي بيل كلينتون في خطاب القاه امام البرلمان التركي في انقرة امس ان روسيا بلجوئها الى استخدام القوة من دون تمييز في الشيشان "لا تفعل سوى زيادة التوتر الذي ترغب في القضاء عليه". كما دان وزراء خارجية الدول الاوروبية الخمس عشرة امس "استخدام القوة من دون تحفظ وبصورة عشوائية" ضد السكان المدنيين في الشيشان، وشددوا على ضرورة تسوية النزاع بين روسيا والشيشان "عن طريق التفاوض". وعرض الملك فهد أثناء ترؤسه جلسة مجلس الوزراء السعودي في الرياض أمس الأحداث في الشيشان والتطورات المأسوية التي أدت الى نزوح آلاف المدنيين، داعياً موسكو الى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الى الشعب الشيشاني. لكن الرئيس الروسي تعهد مواصلة العمليات العسكرية في الشيشان حتى "تصفية آخر ارهابي على ارض روسيا"، وقال انه سيعلن في قمة الامن والتعاون في اسطنبول يومي الخميس والجمعة المقبلين ان "لا حق للغرب في توجيه اتهامات الى روسيا لانها تعمل على تصفية العصابات الاجرامية" على اراضيها. راجع ص 8 وقال الرئيس كلينتون، الذي سيلتقي يلتسن على هامش قمة اسطنبول، في كلمته امام البرلمان التركي "يتعين علينا مساعدة روسيا على انجاز ثورتها الديموقراطية المهمة، ولكن يجب ايضاً ان نكون واضحين حيالها. لانه اذا كانت محاربتها للارهاب قضية عادلة، فان استخدامها القوة من دون تمييز ضد المدنيين ليس عادلا، ولن يؤدي سوى الى زيادة حدة التوتر الذي ترغب في القضاء عليه". وجدد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بيان تم اعتماده اثناء اجتماعهم الشهري في بروكسيل امس قولهم ان الحوار بين الحكومة الروسية والمسؤولين المنتخبين في القوقاز الشمالي، بمن فيهم المسؤولون في الشيشان، يشكل "خطوة مهمة نحو حل تفاوضي". وشجع الوزراء الحكومة الروسية "على الافادة من المساعي الحميدة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا"، داعين كمرحلة اولى الى اقامة مقر لمركز المساعدة التابع للمنظمة فورا في نزران في انغوشيا. ورأوا ان قمة اسطنبول "ستشكل مناسبة لبحث المشكلة". وجددت دول الاتحاد الاوروبي التذكير بتعهد روسيا عدم السعي الى حل عسكري في الشيشان "الامر الذي يشكل خطأ سياسياً فادحاً".. ودعوا روسيا الى احترام تعهداتها وتجنب ايقاع ضحايا بين المدنيين وابقاء الحدود الشيشانية الانغوشية مفتوحة. من جهة اخرى، ذكّر الاتحاد الاوروبي بموقفه من "وحدة اراضي" روسيا و "ادانته الحاسمة للارهاب بكل اشكاله".