توقع المحققون في حادث سقوط طائرة مصر للطيران في المحيط الاطلسي قبالة ساحل ولاية رود آيلاند الاميركية ان يتم الكشف عن مضمون الحديث الذي دار بين ملاحي الطائرة خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدما تمكنت البحرية الاميركية من انتشال الصندوق الأسود الثاني الذي يضم آلة تسجيل لأصوات الطيار ومساعديه خلال نصف الساعة الأخيرة قبل تحطم الطائرة فوق مياه المحيط. واستمرت امس التكهنات في شأن أسباب الحادث الذي وقع فجر يوم 31 تشرين الأول اكتوبر الماضي وأدى الى مصرع 217 شخصاً. وتزايدت التكهنات لجهة القول بأن الحادثة كانت نتيجة حادث وقع داخل غرفة القيادة أدى الى توقف عمل المحركين. وكانت غواصة صغيرة تابعة للبحرية الاميركية انتشلت الصندوق الاسود الرقم 2 من قاع المحيط مساء السبت ونقل الصندوق الذي لحقت به بعض الأضرار السطحية الى مختبرات المجلس الوطني لسلامة النقل في واشنطن، في حين سيتم نقل المعلومات التقنية التي سحبت من الصندوق الأول الى مقر شركة "بوينغ" للطيران في سياتيل ولاية واشنطن لإدخالها في كومبيوتر مجسم يمثل طائرة "بوينغ 767" في محاولة لمعرفة أسباب توقف محركي الطائرة وسقوطها السريع. وقال رئيس المجلس الوطني لسلامة النقل جيمس هوك ان أول ما سيقوم به المحققون بعد تسلم الصندوق الثاني هو التأكد من ان شريط التسجيل صالح قبل البدء في قراءة المعلومات التي يتضمنها، وأضاف: "أتمنى ان يكون الشريط جيداً". وزاد قائلاً: في مقابلة مع شبكة "ان بي سي": "نأمل ان نتمكن خلال أيام من الإجابة على الكثير من الاسئلة الاحجيات، التي أثارتها المعلومات التقنية التي سحبت من "الصندوق الأول". ورفض تقديم أي تكهنات حول أسباب هبوط الطائرة من 33 ألف قدم الى 16 ألف قدم وتوقف الطيار الآلي ثم "توقف المحركين أو التعليق على تكهنات بأن ذلك حصل عمداً". وتحول اعتقاد المسؤولين المصريين بأن طائرة شركة "مصر للطيران" التي سقطت بداية الشهر الجاري قبالة السواحل الشرقية للولايات المتحدة تعرضت إلى عمل تخريبي الى ما يشبه القناعة، وهو الرأي الذي ظلت صحف قومية وحزبية مصرية تصر عليه طوال الايام الماضية. واعلن رئيس الشركة المهندس محمد فهيم ريان ان فريقاً مصرياً يضم سبعة خبراء يشاركون حالياً خبراء اميركيين في تفريغ وفحص محتويات الصندوق الاسود الثاني الذي انتشل امس ويضم تسجيلاً للحوارات التي جرت بين أفراد الطاقم داخل حجرة القيادة خلال فترة نصف الساعة التي سبقت وقوع الحادث. وتوقع ريان ان تكشف نتائج فحص الصندوق "حقيقة ما حدث للطائرة"، مشيراً الى ان اثنين من الطيارين المصريين هما محسن المسيري وابراهيم عبدالرحمن "سيتوليان مهمة تميز اصوات قائد الطائرة ومساعديه عند تفريغ التسجيل الصوتي لكونهما عملا مع افراد الطاقم من قبل". "عمل تخريبي" ومن جانبه أوضح خبير حوادث الطيران المصري اللواء عصام احمد وهو رئيس الادارة المركزية لمعهد "مصر للطيران" ان "التسجيل الصوتي لما دار داخل حجرة القيادة سيحمل اجابة تكشف غموض الحادث"، وأعرب عن قناعته بأن سر تحطم الطائرة "يكمن في ما حدث داخل حجرة القيادة"، وأن "الطائرة تعرضت لعملية تخريب ادت الى حدوث الكارثة". ودلل على كلامه بالقول: "لا يمكن إغفال السبب وراء انشغال قائد الطائرة عن اطلاق إشارة استغاثة وانخفاض الضغط داخل حجرة القيادة وتفتت جثث كل ركاب الطائرة"، واعتبر ان كل ذلك "أدلة على حدوث انفجار سواء للطائرة او لأجساد الركاب في ارتفاعات عالية وليس على ارتفاع 16 ألف قدم، كما ذكر من قبل". وأشار الخبير المصري الى ان معلومات الصندوق الاسود الاول "زادت الحادث غموضاً بدلا من الكشف عن اسبابه"، ووصف ما اعلن عن نتائج تحليل المعلومات المسجلة عليه بأنها "غير معقولة". وأضاف: "ذكروا أن محركي الطائرة أغلقا ولو حدث ذلك فإن الطائرة لا بد ان تسير بمعدل هبوط ثابت ومعقول، كما ان جسم الطائرة يعمل بمساعدة الهواء على الطيران الشراعي اضافة الى ان كل الطيارين في مصر للطيران لديهم خبرات كافية في الطيران الشراعي، فلماذا يحدث الانهيار للطائرة بهذا الشكل"، وتابع ان "ما حدث للطائرة لا يمكن ان يقع الا بحدوث انفجار في الجو، وأعتقد انه تم بالقرب من حجرة القيادة التي توجد خلفها دورة مياه ربما يكون احد نجح في وضع شيء ما فيها". من جهة اخرى واصل وفد أميركي، يضم خبراء من شركة "بوينغ" و"الهيئة الفيدرالية الاميركية للطيران"، ورجال امن اميركيين، لقاءاتهم مع مسؤولي "مصر للطيران"، والتقى اعضاء الوفد امس رئيس القطاع الفني في "مصر للطيران" المهندس ماجد المصري ورئيس قطاع العمليات السيد حسن مشرفة للوقوف على سجل عمليات الصيانة التي تمت للطائرة المنكوبة اضافة الى متابعة السيرة الذاتية لطاقم الطائرة ومعرفة ما اذا كان بعضهم يعاني من اي مشاكل. وأكد مشرفة أن طاقم الطائرة "من أكفأ الطيارين ولديهم خبرات طويلة واجتازوا بتفوق جميع اختبارات الكفاءة والسلامة المهنية او النفسية".