ساد الإحباط الأوساط المصرية بعد اعلان رئيس المجلس الوطني الاميركي لسلامة النقل جيمس هول أن المعلومات الأولية التي جرى استخلاصها من الصندوق الاسود لطائرة شركة "مصر للطيران" التي سقطت قبالة السواحل الشرقية الاميركية، والذي تم انتشاله قبل يومين لم تظهر اي أحداث مهمة. وعلى رغم غياب رد فعل رسمي مصري تجاه التطور الاخير، الا ان أهالي ضحايا الطائرة المنكوبة ومواطنين آخرين اصيبوا بالصدمة بعدما اعتبروا ان "الاعلام الاميركي ظل منذ تحطم الطائرة يحقن عقول الناس بأكاذيب ويمنيهم بأن غموض الحادث سيكشف عن طريق تحليل البيانات المسجلة في الصندوقين الاسودين للطائرة بعد انتشالهما". ولاحظ هؤلاء ان المسؤول الاميركي كرر في مؤتمره الصحافي مساء اول من امس معلومات قديمة ولم يأت بجديد، واعتبروا أن تأكيده ان الطائرة لم تواجه مشكلات بسبب جهاز الدفع العكسي، او ان تكون اخترقت حاجز الصوت اثناء هبوطها الاخير، من دون ان يشير الى سبب محتمل للحادث يعد صدمة لأسر الضحايا الذين مازالوا لا يسمعون من الاميركيين سوى عبارات مكررة. وكان الفوج الثاني من اسر ضحايا الطائرة عاد الى القاهرة مساء اول من امس، وأبدى غالبيتهم عدم رضاهم عن الجهود التي تهدف الى كشف أبعاد الحادث وانتشال جثث الضحايا. وواصلت صحف المعارضة هجومها على الطريقة التي تعاطت بها الاجهزة الاميركية مع الحادثة وتبعاتها. وأكدت صحيفة "الوفد" امس "ان كل مصري يريد ان تظل قضية الطائرة ساخنة حتى لا يدفن سر اللغز في مياه المحيط الباردة، ويموت السر الى الابد". وكان رئيس مجلس سلامة النقل الوطني جيمس هوك كشف جانباً من نتائج تحصيل المعلومات التي كانت في الصندوق الأسود الأول الذي انتشل من قاع المحيط، وقال إن الحادث الأول غير العادي في رحلة مصر للطيران الرقم 991 في 31 تشرين الأول اكتوبر الماضي كان توقف عمل الطيار الآلي على ارتفاع 33 ألف قدم وبدء عملية هبوط منتظمة للطائرة إلى حد 19 ألف قدم. ولم يكشف أي معلومات أخرى، لكن خبراء اميركيين في حقل الطيران تكهنوا بأن هذه المعلومات تعني أن الهبوط المنتظم لا بد أن يكون وراءه عمل من جانب الطيارين. في نيوبورت في الولاياتالمتحدة أ ف ب علقت البحرية الاميركية امس الخميس عملياتها لانتشال الصندوق الأسود الثاني لطائرة "بوينغ 767" المصرية بسبب سوء الاحوال الجوية. وقال الناطق باسم المركز الاعلامي لعمليات البحث جاك اونيل ان الغواصة الآلية "ماغنوم" التي كانت تقوم بعمليات البحث على عمق 80 متراً الى سطح المحيط توقفت عن العمل وعادت. وأوضح ان الأمواج كانت مرتفعة جداً، مؤكداً الغواصة "ستستأنف عمليات البحث عندما يسمح الطقس بذلك". وبقيت سفينتا "كارولين تشويست" التي رفعت على متنها الغواصة، و"اوستن" المزودة بمدرج صغير للمروحيات التابعتين للبحرية الاميركية راسيتين قرب الموقع الذي تحطمت فيه الطائرة. وكانت السفن الاخرى غادرت الموقع مساء الأربعاء. وعلقت عمليات البحث بسبب رداءة الطقس مرات عدة منذ وقوع الكارثة في 31 تشرين الأول اكتوبر الماضي. وينتظر المحققون بفارغ الصبر ما يمكن ان يحمله الصندوق الأسود الثاني من معلومات من شأنها توضيح المعطيات الأولية عن الرحلة التي تم الحصول عليها من الصندوق الأسود الأول الذي انتشل الثلثاء. ويضم الصندوق الثاني تسجيلات المحادثات الاخيرة دخل قمرة القيادة. ويقول المحققون انه تم وقف تشغيل الطيار الآلي قبل ان تباشر الطائرة "هبوطاً متعمداً على ما يبدو". وهذه المعطيات الأولية زادت من غموض اسباب وقوع الكارثة التي ذهب ضحيتها 217 شخصاً بعد اكثر من نصف ساعة من اقلاع الطائرة من نيويورك وهي في طريقها الى القاهرة.