نفت مصادر رسمية مصرية صحة معلومات رددتها وسائل اعلام أميركية خلال اليومين الماضيين في شأن مسؤولية احد افراد طاقم طائرة شركة "مصر للطيران" التي تحطمت قبالة السواحل الشرقية الأميركية في الحادث، أو ان يكون محققون أميركيون أجروا في القاهرة تحريات جمعوا خلالها معلومات عن الطاقم. وفي حين أكدت مصادر أمنية ان التحريات التي أجرتها الاجهزة المصرية في شأن أفراد الطاقم لم تشر الى احتمال مسؤولية أحدهم عن الحادث على الاطلاق، نفت المضيفة في شركة "مصر للطيران" رانيا محمود، وهي خطيبة المضيف حسن فاروق، ان يكون خطيبها أبلغها في مكالمة هاتفية أجراها معها من نيويورك قبل صعوده الى الطائرة انه يخشى شيئاً في الطائرة أو أنه قلق على سلامتها. واستمرت امس أعمال البحث عن الصندوق الأسود الثاني للطائرة. تفاصيل ص5. ووصفت المضيفة في تصريحات ل "الحياة" ما ورد في صحيفة "بوسطن هيرالد" بأنه "قلب للحقائق". ونقلت الصحيفة عن مصادر اعتبرتها قريبة من التحقيقات عن ان المضيف اتصل برانيا ليبلغها بأنه "يوجد شيء خطأ في الطائرة وانه يشعر بالقلق الشديد". واشارت رانيا الى ان خطيبها اتصل بها بالفعل قبل صعوده الطائرة لكنه بدا متضايقاً من تأخر الطائرة لمدة ساعتين في مطار لوس انجليس لتغيير أحد اطاراتها. وأكدت انها تعرف قائد الطائرة حيداً وانه لم يكن سيقود الطائرة في حال وجود مخاوف من أخطاء فيها. ونفت المضيفة بشدة ان يكون خطيبها تحدث معها في شأن اي عمل تخريبي يتوقع ان يستهدف الطائرة. وفسرت حال الحزن الذي كان ينتاب خطيبها بأنه "إحساس من يشعر انه مقبل على الموت من دون سبب". وعقد رئيس شركة "مصر للطيران" المهندس محمد فهيم ريان، مؤتمراً صحافياً أمس وصف فيه اللجنة التي تحقق في الحادث بأنها "على أعلى مستوى في العالم". وطالب بعدم الالتفات الى ما يتردد في وسائل الاعلام من تكهنات عن أسباب الحادث، وقال: "هناك لجنة خبراء مصريين يتابعون التحقيقات ويطلعون على نتائجها اولاً بأول"، موضحاً أن رئيس لجنة الامن الوطني الأميركي لسلامة الطيران أكد له ان الظروف التي أدت الى وقوع الكارثة لم تتضح بعد وأن على الجميع عدم استباق الاحداث والسير في تفسيرات خاطئة. واضاف ريان: "هناك 5 ثوان من بيانات الطائرة لم يتم تحليلها بعد، اضافة الى محتويات الصندوق الاسود الثاني الذي لم ينتشل بعد وعليه صوت طاقم الطائرة". وأوضح ان الجانب الأميركي أجرى تحليلاً لمحتويات الصندوق الأول. وفي السياق ذاته نفى مصدر مصري مطلع ان يكون اي من افراد طاقم الطائرة على علاقة بتحطمها، واستغرب تسريب معلومات إلى وسائل اعلام أميركية منسوبة الى جهات قريبة من التحقيق تصب كلها في اتجاه محاولة توريط "مصر للطيران" والعاملين بها في الحادث. واشار الى "معلومات مغلوطة وردت بعد سقوط الطائرة عن محاولة قائدها الانتحار"، وأكد ان فريقَ الخبراء المصريين الذي يتابع التحقيقات في أميركا لم يعرض عليه ما يشير الى تورط احد من أفراد الطاقم في الحادث. واوضح ان الشركة "ستواصل السعي للوصول الى الاسباب الحقيقية للكارثة من دون الجري وراء التخمينات والتكهنات والتسريبات الصحافية". وأعرب الرئيس حسني مبارك عن ألمه العميق للحادث الذي وصفه بأنه "فاجعة". واستهل مبارك خطابه امام البرلمان أمس بدعوة النواب الى الوقوف لمدة دقيقة حداداً على ارواح ضحايا الحادث. بعد ما قال: "اذا كانت التحقيقات لم تزل مستمرة للكشف عن اسباب سقوط الطائرة على هذا النحو المفاجئ، فإني اشعر بالاسف والحزن العميق تجاه ضحايا الطائرة من طاقم وركاب مصريين وأجانب". وواصلت الصحف المصرية أمس حملة بدأتها قبل أيام ركزت على اتهام الاجهزة الأميركية بمحاولة التعتيم على الاسباب الحقيقية لتحطم الطائرة وسقوطها في المحيط. ورأت ان الأميركيين يسعون جاهدين الى رفع اي شبهات عن شركة "بوينغ" التي صنعت الطائرة او احتمال وجود خلل أمني في المطارات الأميركية.