بهدف من تسلل واضح في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع انتزع الزمالك فوزاً ثميناً من المنصورة 2-1 في المرحلة العاشرة من الدوري المصري لكرة القدم. وكان الزمالك مهزوماً صفر-1 حتى الدقيقة 78 عندما تمكن من التعادل ثم انتزع الفوز أمام ثلاثة آلاف من انصاره في ملعب القاهرة الدولي، ورفع رصيده الى 16 نقطة وانفرد بالصدارة في حين بقى المنصورة يصارع دوامة الهبوط ورصيده 5 نقاط فقط. لم تشهد المباراة خلال الشوط الأول سوى فرصة واحدة، واللافت أنها كانت للمنصورة على عكس سير اللعب الذي امتلكه الزمالك دون فاعلية بسبب البطء الشديد، ولاحت الفرصة لرضا شحاتة مهاجم المنصورة عندما سقط وائل القباني مدافع الزمالك على الأرض من دون أي مشاركة من لاعبي الضيوف، وانفرد شحاتة تماماً بالمرمى وسدد في جسد الحارس المتألق عبدالواحد السيد الذي خرج من مرماه ببسالة واحتفظ بنظافة شباكه في الدقيقة 26. هاجم الزمالك بكثافة في الشوط الثاني واخترق أحمد صالح وخالد الغندور الجبهتين اليمنى واليسرى وأرسلا كرات عرضية خطيرة، ووقفت العارضة بعناد أمام هدف مؤكد للزمالك من ضربة رأسية رائعة لعبداللطيف الدوماني، وأبعد الحارس هلال هلال هدفاً مؤكداً ثانياً للدوماني. وألقى محمود أبو رجيلة المدير الفني للزمالك بآخر أوراقه بإشراك المهاجمين اسامة نبيه وعبدالحميد بسيوني لزيادة عدد مهاجمي فريقه الى اربعة، واهتزت الشباك، اهتزت أولاً للمنصورة من هجمة مرتدة سريعة تبادل خلالها تامر عبدالحميد وابراهيم حسن الكرة وانفرد الاول بالمرمى وسجل باقتدار 70. استفاد الزمالك جداً من الهدف لأن لاعبيه مارسوا نوعاً من القتال في الكرات المشتركة، ووضح اصرارهم على الفوز، وأخطأ عبدالحميد بسيوني كرة عرضية للغندور أمام المرمى مباشرة، واخيراً تحقق التعادل في الدقيقة 78 من كرة عرضية لاسامة نبيه أحسن الدوماني إيداعها في المرمى الخالي برأسه لحظة تقدم خاطئ للحارس هلال. توقفت المباراة كثيراً في الدقائق الباقية بسبب الادعاءات المتتالية للاعبي المنصورة والاصابة وإهدار الوقت، ورغم ميل المباراة الى الهدوء وانحصار اللعب في وسط الملعب في الدقائق الأخيرة والوقت بدل الضائع الذي وصل الى 6 دقائق إلا أن الزمالك أحرز هدف الفوز في توقيت لم يتوقعه أحد عندما تسلم الغندور "المتسلل" الكرة داخل منطقة الجزاء وحده وانفرد وأودع الكرة بيسراه في الشباك، وتفرغ لاعبو المنصورة للاعتراض بينما عاش أنصار الزمالك فرحة طاغية لا حدود لها. الهدف هو الأول للغندور مع الزمالك منذ تسعة شهور غاب خلالها عن الملاعب بسب الايقاف لمدة ستة شهور، وظل الغندور في حالة بكاء مستمر لمدة ربع الساعة. وعقب نهاية المباراة أعلن محمود أبو رجيلة استقالته واعتزاله التدريب بصورة نهائية، وأكد أبو رجيلة ل"الحياة" أنه قدم لناديه كل ما يملك من علم وجهد لكن الأمر لم يجد صدى طيباً عند الإعلام والجمهور وصبت الصحافة هجوماً عنيفاًَ ضد الزمالك في المباريات الأخيرة. ووصل الأمر الى حد الهتاف الجماعي المنظم من الجمهور ضده في مباراة المنصورة، واندلعت الهتافات، التي بدا وكأنها مرتبة مسبقاً، من عدد معين من جماهير الدرجة الأولى التي تضم أعضاء النادي وانتشرت بعدها الى بقية المدرجات. كان أبو رجيلة تولى تدريب الزمالك في نيسان ابريل الماضي بعد واقعة الانسحاب الشهيرة أمام الأهلي وايقاف فاروق جعفر، ونجح أبو رجيلة في قيادة فريقه الى الفوز بكأس مصر ويتصدر الفريق الدوري حالياً، وهو ثالث مدرب يتولى المهمة خلال العام الحالي الذي استهله الهولندي رود كرول قبل إقالته لسوء النتائج.