اتخذت "المديرية العامة للطيران المدني" في سورية مجمل التدابير الاحتياطية والطارئة لاستقبال بداية العام المقبل من دون مشاكل، ذلك بعدما انهت اللجنة الخاصة المكلفة بمتابعة المشكلة اعمالها وقدمت تقريرها النهائي الذي وزع على "منظمة الطيران العالمية" ومنظمة "اياتا" وشركات الطيران الاقليمية التي لها علاقة بالطيران الى سورية اضافة الى 130 شركة طيران في العالم. وبما ان الخط الدولي الذي يخدم اوروبا والخليج ومنطقة غرب اسيا، يمر فوق سورية فان الاجراءات التي اتخذت كانت ب"نسبة الف بالمئة"، كما صرح ل"الحياة" رئيس "لجنة عام 2000" في الطيران المهندس فريد زكريا. وقال: "اذا لم يكون امناً ومؤمناً بالخدمات لا يمكن ان تمر فيه الطائرات والا لا بد من تحويل الطريق الجوي الى دولة مجاورة". واكد ان شركات الطيران في العالم ستخفض في نهاية كانون الاول ديسمبر عدد رحلاتها وبالتالي ستحذو "الخطوط الجوية السورية" حذوها ايضاً وتخفض رحلاتها الى الحد الادنى اذ "اتفقت الدول جميعها على تشغيل خط وحيد في هذا اليوم فقط للتخفيف من المشاكل الجانبية وبالتالي لتجنب حدوث اي تعارض مع الطرقات". وكانت "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" التي يرأسها الدكتور بشار، نجل الرئيس السوري حافظ الاسد، تنبهت منذ بداية العام الماضي للمشكلة ودعت المسؤولين ومتخذي القرار في سورية الى المشاركة في الندوة التي خصصت لمناقشة مجمل التدابير التي اتخذت او يجب ان تتخذ لتدارك تأثير "مشكلة العام 2000". وبناء عليه شكّل رئيس مجلس الوزراء المهندس محمود الزعبي لجاناً وزارية متخصصة وعلى نطاق المؤسسات بدأت بإعداد عملية جرد بالتجهيزات القائمة ووضع خطة طوارئ تشمل الاجراءات التي يجب اتخاذها لتفادي حدوث اي كارثة او تعطل التجهيزات الحاسوبية. وفي "الطيران المدني" شكلت لجنة قامت بجرد التجهيزات القائمة وتقويمها واقتراح الحلول لها من تبديل او اصلاح او حتى استبدال النظام بأكمله "لكننا في شركة الطيران السورية لم نضطر الى استبدال اي نظام، فمعظم التجهيزات حديث لا سيما أنظمة الملاحة الجوية والاتصالات التي تم نصبها بين عامي 1993و1995 وهي متوافقة مع عام 2000"، كما قال زكريا. واضاف "رصدنا في الطيران مبلغ 400 الف دولار اميركي بالقطع الاجنبي ومليوني ليرة سورية لم يستهلك معظمها"، علماً ان "مديرية الطيران المدني" تشمل كافة الخدمات المتعلقة بالحركة الجوية في اقليم طيران سورية والحركة ضمن المطارات السورية. واكد زكريا ان كل الاعمال اكتملت وباتت جميع المرافق في جاهزية كاملة اذ "انشأنا وحدة طوارئ في مطار دمشق الدولي وتم حجز المكان وتأمين التجهيزات اللازمة لها وتحققنا من جهوزيتها لا سيما فيما يتعلق بالاتصالات الخارجية مع العواصم المجاورة، عمان وبيروت ونيقوسيا وبغداد التي نرتبط معها في شكل مباشر ذلك ان اي معلومة من معلومات الطيران نحتاج الى تبادلها مع هذه المراكز اضافة الى المطارات الدولية البعيدة". وافاد ان "وحدة الطوارئ" التي وضعت في "مطار دمشق الدولي" جهزت بدارات هاتفية عن طريق "مؤسسة الاتصالات السلكية الحكومية"، سيتم من خلالها نقل مكالمات هاتفية ونقل معلومات عن طريق الاقمار الصناعية كحل طارئ في حال فشل اي تجهيز من التجهيزات المنصوبة. وتتضمن الخطة ساعة البدء عندما تعدل المسارات مع اتخاذ اجراءات محددة تتضمن كيفية تعامل مراكز المراقبة الجوية مع الطائرات في حال فشل محاولات الاتصال الجوية مع الطائرات وفي حال فشل الاتصالات الجوية الارضية وكيفية تعامل المراكز المجاورة. واشار الى انه تم توقيع اتفاقات بهذا الخصوص مع الاردن ولبنان وقبرص وتركيا. وقال: "بعد الدراسة الشاملة لمعظم التجهيزات في المطار تبين انها متوافقة ما عدا مقسم الاتصالات الثابتة ففيه جزء بسيط منه غير متوافق، وبعد المراسلات مع الشركة الصانعة "فيليبس" تبين ان اجراء التعديل عليه يكلف مبالغ طائلة، لذلك درسنا الوضع من جديد وحضر خبراء من دول مجاورة واجروا تجارب عدة فوجدنا ان الجزء البسيط غير المتوافق لايؤثر على عمل نقل المعلومات لكنه يؤثر في المطار بعمليات احصاء اوتوماتيكية لذلك قررنا ان ننتقل من الاحصاءات الاوتوماتيكية لتصبح يدوية وبذلك نتجاوز المشكلة من دون دفع تكاليف اضافية". واضاف زكريا ان هناك تنسيقاً دائماً مع "منظمة الطيران الدولية" التي تدعو الى اجتماعات دورية كل شهر اوشهرين للاطلاع على المراحل التي قطعتها كل دولة من الدول مع الاشارة الى ان سورية تغيبت عن بعض الاجتماعات نتيجة حضور اسرائيل فيها "لكننا عوضنا بالاتصال مع الاردن وقبرص وبيروت والمنظمة وليس هناك مشكلة فأي معلومات تنقص أحد الاطراف يتم تبادلها في شكل متواصل ومستمر". واشار الى ان اسرائيل لم تكن في منطقة الشرق الاوسط لأن تقسيمها الجغرافي يتبع لاقليم اوروبا وفي المرحلة الاخيرة اصبح هناك تقسيم جديد ودخلت الى منطقة الشرق الاوسط وهي ليست ضمن الخط الدولي بل تفريعة له. وهو يعتقد ان المشكلة "ضُخّمت اكثر من اللازم وبالتالي الاحتياطات كانت اكثر، لذلك لا يتوقع حدوث اي حادث في مجال الطيران لأن الاجراءات الاحتياطية كانت بنسبة الف في المئة. وحتى لو فقدت الاتصالات بالاراضي السورية كافة فإن الطائرات ستقوم بإجراء اتصالات بتردد معين ونقل المعلومات ما بين المراكز والدول المجاورة".