اعتقلت الاجهزة الامنية الاردنية مساء أول من امس عضو المكتب السياسي ل "حركة المقاومة الاسلامية" حماس عزت الرشق اثناء زيارته لكاتب صحافي في مدينة الزرقاء، وهو ما اعتبرته جماعة الاخوان المسلمين التي تقود وساطة بين الحركة والحكومة لايجاد حل سياسي للازمة "تصعيداً ينذر بفشل الوساطة". وقال الناطق الرسمي باسم الجماعة جميل ابو بكر ان "طريقة اعتقال قيادي في "حماس" وتعرضه للأذى الشديد استفزاز مرفوض تماماً ولا يمكن القبول به". وبالنسبة الى تأثير ذلك في الوساطة التي تقودها الجماعة قال: "الاعتقال، وبهذه الطريقة، يؤدي إلى تأزيم الموقف ولا يدفع باتجاه الانفراج". ولكنه أمل في "تهدئة الموقف والعمل على انجاح الوساطة لانهاء الازمة التي طالت اكثر من اللازم". من جانبه نفى نائب رئيس الوزراء وزير الاعلام الاردني ايمن المجالي، رداً على سؤال من "الحياة"، ان يكون الرشق تعرض لأذى اثناء اعتقاله موضحاً ان "الاعتقال تنفيذ لأمر قضائي والمعتقلون في الاردن يحظون بمعاملة انسانية لائقة" وهل يبدد الاعتقال جهود الوساطة ؟ اجاب المجالي: "من جهتنا لا نعتبر ان تنفيذ امر قضائي يضرّ بالوساطة التي نأمل لها النجاح"، واشار إلى ان السلطات القضائية أفرجت بكفالة عن الكاتب الصحافي سميح المعايطة الذي اعتقل الرشق في منزله، وكذلك عن محمود الخطيب الذي يعمل مترجماً في وكالة "الانروا" وكان برفقتهم لحظة الاعتقال. واوضحت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان الرشق والخطيب زارا منزل الكاتب الصحافي في جريدة "العرب اليوم" في الساعة التاسعة والنصف من مساء أول من امس الاثنين وبعدها بساعة دهمت الاجهزة الامنية المنزل واعتقلت الثلاثة الذين استجوبوا في فرع المخابرات العامة في مدينة الزرقاء 20 كلم شرق العاصمة عمان. ونقل بعدها المعتقلون الثلاثة إلى مديرية شرطة العاصمة. وصباح أمس استجوبهم مدعي عام محكمة أمن الدولة المقدم محمد عبيدات ووجه الى عزت الرشق التهم ذاتها التي وجهت سابقاًَ إلى رئيس المكتب السياسي ل"حماس" خالد مشعل والناطق الرسمي باسم الحركة ابراهيم غوشة. وابرزها تهمة الانتساب الى جمعية غير مشروعة بقصد القيام باعمال ارهابية، التي تصل عقوبتها إلى الاعدام . كما وجه إلى الكاتب سميح المعايطة تهمة التستر على مطلوب للعدالة ولمحمود الخطيب التهمة ذاتها اضافة إلى تهمة "ايواء" مطلوب للعدالة. ويشار إلى ان عزت الرشق، المعروف باسمه الحركي "عبدالعزيز العمري" يرأس تحرير صحيفة "فلسطين المسلمة" الصادرة في لندن، ويعتبر المسؤول الاعلامي للحركة. إلى ذلك أوضحت مصادر في جماعة الاخوان المسلمين ان تعذيب الرشق كان يهدف إلى معرفة مكان اختفاء ممثل الحركة في الاردن محمد نزال، إلا ان الرشق انكر معرفته بمكان اختفائه. وكانت السلطات الاردنية تغاضت في البداية عن اعتقال الرشق ونزال لدى دهم مكاتب الحركة اواخر شهر أب اغسطس الماضي واعتقال 15 شخصاً من العاملين في المكاتب. وكان الاثنان ينويان تسليم نفسيهما عقب أول مهرجان تضامني نظمته جماعة الاخوان المسلمين تضامناً مع "حماس" لاظهار الرغبة في التهدئة والتوصل إلى حل سياسي. ومع تصاعد الازمة شددت السلطة اجراءاتها للقبض عليهما، خصوصاً بعد اعتقال مشعل ونزال ومرافقيهم في 22 ايلول سبتمبر الماضي. وترجح مصادر سياسية في عمان فشل الوساطة التي يقودها "الاخوان" خصوصاً بعد رفض "حماس" شروط الحكومة الاردنية بابعاد اعضاء المكتب السياسي عن عمان، الذي ابلغ الى "الاخوان" رسمياً السبت الماضي. وتستدرك المصادر بأن الوساطة يمكن ان تنجح في حال "تدخل العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني لانهاء الازمة وهو ما يبدو مستبعداً". وترى مصادر "الاخوان" ان فشل الوساطة ينذر بفقد قيادة الجماعة المعتدلة "زمام المبادرة" تنظيمياً.