موسكو - أ ف ب - يواجه صندوق النقد الدولي الذي تأمل روسيا في الحصول منه على قروض، خطر ان يجد نفسه في خضم جدل جديد: اذا لم يسرق الروس المال الدولي، فهل يمكن ان يستخدموه في تمويل تدخلهم في الشيشان؟ وأدى تدخل القوات الروسية في الشيشان الى زعزعة التوازن الهش للميزانية، اذ وعدت الحكومة بزيادة موازنة الدفاع في ظل ضائقة مالية. وأوصت لجنة برلمانية برفع المبلغ المخصص للدفاع والامن بمقدار 26 بليون روبل أكثر من بليون دولار. واعتبرت بارفوليتا شيتريفا الخبيرة الاقتصادية في شركة "ام كاي رنيسانس" للسمسرة ان حرب الشيشان الاولى 1994- 1996، "مولت بفضل صندوق النقد الدولي". وتراوحت تقديرات كلفتها ما بين 6 و8 بلايين دولار. وقال فيكتور بوريسيوك المحلل في المعهد الاقتصادي العالمي والعلاقات الدولية: "لا اعتقد ان العمليات الحالية اقل كلفة من الحرب". ورسمت وزارة المال صورة قاتمة للوضع الاقتصادي الذي ينتظر روسيا اذا اوقف صندوق النقد تقديم القروض. فالضوء الاخضر من الصندوق للافراج عن القسط المقبل البالغ 640 مليون دولار الذي كان منتظراً في الاصل اواخر ايلول سبتمبر الماضي، ارجئ الى أجل غير مسمى في انتظار تحقيقات تتعلق باختلاسات من قروض سابقة. وبدأ هذا التأجيل يحدث قلقا في روسيا. وقال نائب وزير المال اوليغ فيوغوين ان من شأنه ان يزيد التضخم ويضعف الروبل، اذ يتعين على روسيا ان تسدد لصندوق النقد الدولي 369 مليون دولار الشهر الجاري و800 مليون في كانون الاول ديسمبر المقبل. ولمواجهة هذا الاستحقاق، ستضطر الحكومة الروسية الى الاقتراض من البنك المركزي.