كلفت العمليات التي جرت في اراضي داغستان 80 مليون دولار، حسب تقديرات نائب رئيس الاركان الروسي فاليري مانيلوف. اما اقامة "الحزام الأمني" حول الشيشان والذي يبلغ طوله 480 كيلومتراً فانها ستكلف ما لا يقل عن 350 مليون دولار، هي قيمة التحصينات ونقاط المراقبة وشبكة المواصلات، تضاف اليها مبالغ اضافية عن مرابطة القوات واستخدام الوقود والذخائر واكلاف معالجة الجرحى وتقديم تعويضات لعوائل القتلى ومساعدات للنازحين. واعترف نائب رئيس الوزراء فيكتور خريستينكو ان "الفائض" المتحقق من زيادة اسعار النفط يقدر بثلاثة بلايين دولار، لكنه حذر من احتمال "ابتلاع" جزء كبير منه في القوقاز. وبفعل الحملة الحالية اخفقت الحكومة في الوفاء بوعودها زيادة المعاشات التقاعدية الشهر الجاري. وزاد في الطين بلّة ان صندوق النقد الدولي ارجأ منح روسيا دفعة جديدة من القروض بسبب فضائح تهريب الاموال، كما ان الموازنة تأثرت بفعل اضطرار الكرملين الى "ضخ" جزء من الاموال العامة لخدمة اغراض انتخابية. لكن انصار رئيس الوزراء فلاديمير بوتين يسوقون ذرائع لتبرير الحملة العسكرية مؤكدين ان "المهادنة" خلال السنوات الثلاث الاخيرة ادت الى اعباء اكبر من نفقات الحرب. وأشار الكاتب الاقتصادي اندريه باغروف في مقال نشرته مجلة "فلاست" الموالية للكرملين الى ان موسكو دفعت 150 مليون دولار خلال ثلاثة اشهر لتمويل الجمهورية الشيشانية ودفع معاشات للمتقاعدين فيها وتزويدها الغاز والكهرباء وتسديد "فدية" للافراج عن رهائن. وزاد ان العمليات الحربية في مرحلتها الاولى "استهلكت" 80 مليوناً واستنتج ان "اكلاف الحرب اقل بكثير من نفقات السلام المتفجر". ولكن خبراء آخرين يتوقعون زيادة كبيرة في الانفاق، بعدما طلبت القوات المسلحة تزويدها طائرات جديدة من طراز "سوخوي" ومروحيات متطورة. وأشار قائد سلاح الجو اناتولي كورنوكوف الى ان غالبية الطائرات التي تشارك في عمليات ضد الشيشان انتجت في مطلع الثمانينات وان ثلث المروحيات العاملة في شمال القوقاز صالح للطيران. وتابع ان طياريه لا يستطيعون القيام ببرامج تدريبية كاملة لشحة الوقود. وتطالب القوات الروسية باطلاق ثلاثة اقمار اصطناعية خاصة لرصد القوقاز، اضافة الى 20 طائرة استطلاع بدون طيار. ولتحقيق جزء من هذه الطلبات ينتظر ان يوافق البرلمان على تعديل الانفاق الدفاعي وزيادة المخصصات لوزارة الدفاع بما يقارب بليون دولار.