ارتفعت وتيرة الغارات الجوية الإسرائيلية على جنوبلبنان خلال اليومين الماضيين ما ينذر بتصعيد عسكري، في إطار السياسة الجديدة المعلنة للجيش الإسرائيلي القاضية بتخفيف خسائر جنوده عبر تكثيف استخدام الطيران، فازدادت الإصابات في صفوف المدنيين اللبنانيين والخروقات لبنود تفاهم نيسان ابريل. وإذ جرح مواطنان ودمرت منازل وتضررت اخرى امس بفعل الغارات فارتفع عدد الإصابات الى خمس في غضون يومين شهدا اكثر من 14 غارة جوية اسرائيلية على مناطق متفرقة في الجنوباللبناني، تخوف رئىس المجلس النيابي نبيه بري من "نوايا إسرائيلية خطرة"، وأشار بعد لقائه رئىس الجمهورية اميل لحود الى ان كبار المسؤولين يتابعون ما يحصل في الجنوب. وأطلقت قوات الإحتلال الإسرائيلي منطاداً أمس في أجواء مستعمرة مسكاف عام في الجليل الأعلى لمراقبة تحركات المقاومة في قطاعات عدة. وأعلنت قيادة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان ان قذائف هاون من عيار 120 ملم سقطت على مركز فرون الذي يضم ثمانية عناصر من الكتيبة الفنلندية ما أدى الى التسبب بأضرار مادية. وأشار بيان للطوارئ الى "ان القصف من جانب "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لإسرائيل جاء رداً على اطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا من منطقة قريبة من القوات الدولية". وإذ توقع بري تصعيداً في ضوء الغارات، تطرق لحود في لقائه مع رئيس المجموعة الأوروبية الرئيس الفنلندي مارتي أهتيساري، اثناء زيارة خاطفة لبيروت، الى التصعيد الإسرائيلي في الجنوب. وحذّر بري من ان بعض المعلومات يتحدث مجدداً عن اجراءات على الأرض لانسحابات اسرائيلية وشيكة من منطقة حاصبيا وتوقع ضغطاً كبيراً على لبنان وسورية لتطويق المسارين اللبناني والسوري للمفاوضات، بهدف فصلهما. ودعا الى تماسك الجبهة الداخلية وإعطاء السياسة الخارجية للدولة مكانة مهمة لإفشال الأهداف الإسرائيلية. ورأى مسؤول "حزب الله" في الجنوب الشيخ نبيل قاووق ان القصف الجوي الاسرائيلي "دليل افلاس ميداني"، معتبراً "ان هذا التصعيد يعزز لدينا الحق في المواجهة وفي العمل على حماية اهلنا وشعبنا". وتزامن هذا التصعيد مع استمرار الصحف الاسرائيلية في نشر معلومات عن المناقشات في شأن الإنسحاب من الجنوب فنقلت صحيفة "معاريف" عن مصدر أمني أن شرط الترتيبات مع لبنان وسورية لسحب الجيش يتضمن ان يمنح لبنان عفواً عاماً لكل عناصر "الجنوبي" المحكوم عليهم، خصوصاً ان بعض قادتهم حكم عليه بالإعدام. وأشار المصدر الى "ان معظم عناصر هذا الجيش لا يريدون الانتقال لا الى اسرائيل ولا الى فرنسا". وعلّق النائب العربي في الكنيست عزمي بشارة على خطة اسرائيلية لاستيعاب 500 عائلة لضباط في "الجنوبي" بأنه "غير مقبول ان يعيش خونة ومرتزقة بيننا في القرى العربية".