تجددت المواجهات الدامية في مدينة ميتروفيتسا شمال غربي كوسوفو التي قسمها الصرب الى شطرين يتحكمون في الشمالي. واتهم الصرب قوات حفظ السلام الدولية باعتقال أشخاص منهم بإيحاء من عناصر البانية. وذكرت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد أمس الاربعاء، ان قيادة الوحدات الأميركية العاملة في كوسوفو اتخذت اجراءات لتشييد مجمعات سكنية لجنودها "ما يعني أنها تعتزم البقاء فترة طويلة في الاقليم". ونقلت الصحيفة عن مصادر أميركية ان واشنطن "تفضل اقامة تحصينات لحماية جنودها على توفير الأمان للسكان الصرب في كوسوفو". وأشارت "بوليتيكا" الى أن القوات الأميركية أحاطت أرضاً في كوسوفو تبلغ 310 هكيتارات بأسلاك شائكة طولها 16 كيلومتراً مدعومة بأبراج مراقبة، "بهدف انشاء مجمعات سكنية تستوعب حوالى خمسة آلاف جندي وتقدر تكاليفها ب32 مليون دولار". وأضافت ان خرائط هذه المجمعات تتضمن أيضاً مطاعم "ماكدونالدز" و"بيرغر كينغ" ومنشآت ترفيهية مثل "ديزني لاند". وأوضحت ان أوامر الجنود الأميركيين تقتضي أن يلتزموا بأن "تكون تحركاتهم بواسطة طائرات الهليكوبتر أو قوافل الدبابات والعربات المصفحة مع معدات حماية شخصية تزن 14 كيلوغراماً تتكون من سترات واقية من الرصاص وغيرها، مع مراعاة عدم اصطحاب مترجمين محليين معهم الا في حالات الضرورة القصوى". ومن جهة أخرى، أعلن ناطق باسم قوات حفظ السلام الدولية أمس، ان الاشتباكات التي شهدتها مدينة ميتروفيتسا المقسمة بين الألبان والصرب مساء أول من أمس "أسفرت عن قتل صربي وجرح أكثر من 20 آخرين من الصرب والألبان والجنود الدوليين الفرنسيين والروس". وأوضح الناطق ان المواجهات "وقعت عندما تعرضت قافلة من السيارات الصربية يرافقها جنود روس الى هجوم حشد من الالبان الغاضبين الذين كانوا عائدين من تشييع 18 ألبانياً عثر على جثثهم في مقبرة جماعية". وأشار الى أن الاشتباكات التي استمرت حوالى أربع ساعات "لم تتوقف الا بعد وصول تعزيزات من الجنود الدوليين". ونقلت وكالة أنباء "تانيوغ" اليوغوسلافية عن صرب من سكان مدينة اوراخوفاتس انه أصبح متعذراً عليهم مغادرة قسم المدينة الذي يقيمون فيه بسبب "مخاطر تعرضهم للاعتقال". وأوضحوا ان أفراد فيلق حماية كوسوفو الذين يرابطون في نقاط التفتيش حول أوراخوفاتس، اعتادوا الاشارة الى الجنود الألمان في هذه النقاط اعتقال من يشاؤون من الصرب "بتهم ملفقة حول القتل والاغتصاب وامتلاك أسلحة".