الطائرات الروسية تسرح وتمرح في سماء الشيشان بقصد الإبادة والتهجير... وسط ذهول العالم وصمته تصمت مدافع المقاتلين والمجاهدين - الشيشان يهجرون الى المناطق القريبة تمهيداً بتهجيرهم ونفيهم مرة أخرى أو ما تبقى منهم الى مواقع أعدت واختيرت لهم ضمن الخطط الروسية المعدة - وبذلك يدفع الشعب الشيشاني ثمن قصف حلف الناتو ليوغوسلافيا - التاريخ يعيد نفسه ولكن بتكنولوجيا حديثة وبؤرة إشعال القوقاز وتحريرها هم الشيشان وبعضاً من القوميات الأخرى. عام 1957 بضغط من أميركا وأوروبا وبعض الدول الآسيوية على الاتحاد السوفياتي سمحت الأخيرة بعودة الشيشان من أصقاع سبيريا الى ديارهم ليتفاجأوا بالمستوطنين من داغستان ويهود وارمن وأيضاً الروس قد حلوا بأرضهم قسراً. ومرة أخرى وبضغط من دوائر متنفذة يتم تهجير ونفي وقتل الشعب الشيشاني وبمباركة من المحتكرين والسياسيين المتنفذين في القارات الخمس. ويعلم القاصي والداني من العقلاء في العالم بأن تدمير الشقق السكنية في موسكو وغيرها من المدن نفذت بأيد عميلة لتهجير يهود روسيا وداغستان - وعودة الى المقاتلين والمجاهدين في تلك الجمهورية الصغيرة - سيستمر السلاح الجوي الروسي يقصف الشيشان لشهر أقل أو أكثر ما صرح بذلك قائد القوات الجوية الروسية الى ان يدفن المجاهدون تحت الأنقاض، ولن يتبقى بيت قائم لاستحالة عودة المهجرين تمهيداً لاقتحام القوات البرية واحتلالها للشيشان مرة أخرى. وبعد هذه المقدمة ربما يتبادر الى ذهن القارئ ان هنالك هيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي وأميركا وأوروبا التي سخر منها جميعاً جوهر داود، وتلك هي الرصاصة أو الصاروخ القاتل الذي أودى بحياته - لو أرادت تلك الهيئات والدول الحياة لتلك الجمهورية الفتية - فبأوج عظمة الاتحاد السوفياتي تم عودة المنفيين الى ديارهم بعد أن تناقص عددهم الى النصف وذلك بضغط من الهيئات والدول آنذاك. أما اليوم فقد انقلبت الآية لمصلحة روسيا المنحلة والا فما معنى ان يقتل ويذبح ويهجَّر الشعب الشيشاني بمرأى وبمسمع من العالم أجمع، ولماذا لا يسمح للشعب الشيشاني أن يرتفع عدده عن عدة ملايين من أصابع اليد الواحدة في وطنه الأم - ربما لارتباطهم وحبهم لأرضهم التي تم اقتطاع أجزاء منها قسراً لداغستان وجورجيا وزرع أوسيتيا القوزاق في بلاد الانجوش. حري بكل شعب أن يقرأ تاريخه حتى يأخذ عبراً من الزمن الفائت ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين - ومرة أخرى عودة الى المقاتلين والمجاهدين تحت الانقاض - عاجلاً أو آجلاً ستدخل القوات البرية الروسية الى أراضي الشيشان المدمرة أو ربما قبل ذلك سيلجأ الروس الى خدعة لئيمة قذرة هو اتخاذ المهجرين كستار بشري لتغطية دخولهم أو كرهائن حتى يستسلم المقاتلون والمجاهدون، وحتى لا نستعجل الأمور سيشهد النشيد الوطني الشيشاني على موت وحياة شعب. حسن كتا