} أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أمس أن "لبنان لا يمكن أن يقوم إلا من خلال الحوار والوفاق". ورفض "الاستسلام لوطأة التوقيع على السلام مع اسرائيل وجعله قدراً"، معيداً الى الواجهة قضية كتاب التاريخ "الذي لم يرَ النور بعد وساوى في مراحل إعداده بين الخائن والوطني". التقى النائب جنبلاط في قصر المختارة ظهر أمس السفير الأميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد وعقيلته وعدداً من أركان السفارة، في حضور السيدة نورا جنبلاط وعدد من مسؤولي الحزب "التقدمي". وتخلل اللقاء الذي دام نحو ثلاث ساعات مأدبة غداء، قال ساترفيلد بعدها "تبادلنا الأحاديث في مواضيع عدة تخص لبنان والمنطقة. وعلى صعيد المنطقة هناك احتمالات ايجابية في المستقبل من خلال الحوار. وأميركا مستمرة في العمل في هذا المجال خصوصاً بالنسبة الى الاجتماع الأخير الذي عقد بين الرئيس بيل كلينتون ووزير الخارجية السورية فاروق الشرع الذي هو بداية لهذه الطريق، وكذلك مع الجهات الإسرائيلية المعنية، وسنتابعه لإيجاد أسس لهذه المفاوضات المرتقبة". وأضاف "اننا مقتنعون بأننا سنتمكن من ايجاد القواعد لذلك، وبأن جميع الأطراف في المنطقة، ومنهم الحكومة اللبنانية، يودون حلول السلام قريباً". وعن الحوادث الأمنية في لبنان وآخرها انفجار الدكوانة أمس قال السفير الأميركي "سمعت بالحادث ولا تفاصيل عنه لدي، وأعتقد أن الجميع لا يوافق على مثل هذه الأعمال ويندد بها، سواء وقعت في لبنان أو في غيره". أما جنبلاط فقال "دائماً نلتقي السفير الأميركي ونشدد معه على أهمية الاستقرار في البلاد والحوار، ونناقش أموراً عدة انمائية وسياسية واقتصادية ومناطقية". وأضاف "لم نبحث في موضوع السلام في المنطقة، انما لا يمكن لبنان أن يقوم إلا من خلال الحوار والوفاق، وهذا رأيي وأعتقد أنه يوافقني فيه، ويجب اعادة النظر في المركزية الاقتصادية في البلاد، خصوصاً أن المنظمة الأميركية للمساعدات تقدم مساعدات، ولا بد من تنمية كل المناطق للوصول الى تكافؤ للفرص بينها". وعن متفجرة الدكوانة، قال "سمعت بالحادث. وهناك جهات تريد تخريب السلم الأهلي ولا بد من اكتشافها، وأعتقد أن للسلطة أجهزة كافية لمعرفتها". وعن قضية الفنان مارسيل خليفة قال "لا يستطيع لبنان أن يستمر إذا لم يكن هناك تعدد وتنوع في الآراء الثقافية والسياسية والفنية وغيرها، ولا يمكن أن نفرض هذا القصاص على مارسيل خليفة المناضل الوطني". السلام وكان جنبلاط ألقى كلمة خلال تشييع "المناضل الوطني العربي" ناصر حسن توفي في المهجر وهو أحد قدامى الحزب التقدمي الاشتراكي في بلدة بتلون الشوف. وقال "ربما رحل في الوقت المناسب، لذلك لن يحضر حفلة التوقيع، صحيح أن هذا التوقيع سيعيد الينا الجنوب والجولان، لكن السؤال يبقى بأي ثمن، بغض النظر عن الكلام الرسمي للسلطة على القرار الدولي الرقم 425 الذي يطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي فوراً من جنوبلبنان؟ لا أتصور ناصر حسن يتحمل هذا المشهد وهو الذي من المالكية الى حوادث العام 58، الى حرب الجبل، الى كل موقع الى جانب كمال جنبلاط والثوار والمجاهدين العرب، أمل بتحرير كل التراب العربي الفلسطيني". وسأل جنبلاط "هل ينتهي الصراع العربي - الإسرائيلي بمجرد التوقيع ونتخلى بالتالي عن الحلم العربي الكبير في استعادة فلسطين؟ بالأمس أتى الصليبيون واحتلوا أرضنا من أنطاكيا الى دمياط، ثم هزموا ورحلوا وتفرقوا وتشتتوا ... ماذا سنقول لأولادنا وأحفادنا عن فلسطين؟ وكيف سنواجه الأجيال المقبلة إذا استسلمنا لوطأة التوقيع وجعلنا منه قدراً؟". كذلك سأل رئيس "الحزب التقدمي": "ماذا سيكتب التاريخ الرسمي اللبناني عن ناصر حسن ورفاقه؟ هذا التاريخ الذي لم يرَ النور بعد والذي في مراحل إعداده ساوى ولا يزال بين الخائن والوطني. والسلطة اللبنانية التي لم تتحمل بالأمس تمثالاً لكمال جنبلاط في قصر الشعب في بيت الدين، والتي حاول بعض أزلامها تحطيم لوحة شكيب أرسلان ثم أعيد وضعها مجدداً ولا يزال العلم اللبناني يحجبها حتى هذه اللحظة، هل تدخل في كتاب التاريخ اسم ناصر حسن ورفاقه؟". ... والتاريخ وتابع "بالأمس القريب جعلت هذه السلطة نفسها من يوسف كرم رائداً في القومية العربية والوحدة العربية، ولمَّا يحصل التوقيع، فكيف إذا حصل؟! علِّموا ما شئتم من أكاذيب وأساطير في تاريخكم الفولكلوري المزوَّر واتركوا لنا حرية اختيار رموزنا للحفاظ على تراثنا وماضينا، من أجل أولادنا وأحفادنا ومستقبلنا". وأضاف "خذوا ما شئتم من الأمير فخرالدين الى الأمير بشير، الى يوسف كرم، واتركوا لنا شكيب أرسلان وسلطان الأطرش وجمال عبدالناصر وحافظ الأسد وثورة الجزائر، وكل موقع ثوري عربي وأممي في مواجهة الاستعمار والاستكبار. اتركوا لنا كمال جنبلاط وناصر حسن". وختم "بالأمس كانت سهى بشارة على شاشة التلفاز اللبناني. كم كانت أصيلة في اقتناعاتها السياسية التي لا تساوم عليها، وكم كانت الأسئلة خبيثة مشككة وصغيرة. وها هو لبنان، مع الأسف، الى أن يأتي يوم تحسم الهوية من دون تردد، فتضع العملاء في مزبلة التاريخ وترفع مسيرة الأبطال عالياً من دون تردد".