توقعت مصادر لبنانية رسمية ان يحقق الحوار الذي انطلق امس بين الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بعد قطيعة، نتيجة عملية أولى على صعيد ملف استكمال عودة المهجرين اللبنانيين الى قراهم خصوصاً في الجبل، بعدما تسبب الخلاف السياسي بجمود على هذا الصعيد في مناطق حساسة. راجع ص4 وأعلنت مصادر نيابية مقربة من جنبلاط واخرى رسمية مقربة من لحود، ان خلوة المصارحة والمكاشفة بينهما امس، في لقاء هو الثالث منذ انتخاب الرئيس اللبناني، والثاني منذ تسلمه مهماته، سمحت بالاتفاق على خطوات عملية لاحقاً تتعلق بعودة المهجرين تم البحث في خطوطها العريضة اثناء اللقاء الموسع الذي أعقب الخلوة وحضره الى جانبهما نواب "جبهة النضال الوطني" التي يتزعمها جنبلاط والمدير العام للأمن العام اللواء الركن جميل السيد الذي أدى دوراً اساسياً في التمهيد للقاء عبر اتصالات متواصلة تولاها على مدى الاسابيع الماضية، مستفيداً من التشجيع السوري على معاودة الحوار في اطار دعوة دمشق حلفاءهم في الحكم والمعارضة الى تهدئة الصراع السياسي في لبنان. وأكدت المصادر المتعددة ان التعمق في بحث عدد من المواضيع اثناء الخلوة انعكس ارتياحاً، فيما أعلن احد اعضاء كتلة جنبلاط النيابية عبدو بجاني ان لحود طلب من الاول "المساهمة في عودة المهجرين فوافق جنبلاط وحصل اتفاق وستوضع خطة وآلية عمل ستكون باشراف جنبلاط لهذا الغرض". وعلمت "الحياة" ان الاتصالات التي سبقت اللقاء كانت شملت موضوع المهجرين، خصوصاً ان عقبات سياسية حالت دون استكمال المصالحات في عدد من القرى الاساسية في الجبل، نتيجة الخلاف السياسي، ولم تتمكن وزارة المهجرين من معالجتها. وقالت مصادر مطلعة ان اللواء السيد سيتابع الملف بتكليف من لحود مع جنبلاط، لترتيب المصالحات في القرى، على ان يرعى الاساسية منها لحود، كما كان يرعاها الرئيس السابق الياس الهراوي خلال عهده. وتوقعت مصادر مطلعة ان يحدث التوافق على هذا الملف انفراجاً يساعد في تطوير الحوار. وذكرت مصادر وثيقة الصلة بالتحضيرات للقاء ان "الحوار سيستكمل في شأن ملفات موروثة من الماضي، في مقدمها حسم الملف الدرزي المتجه نحو الانفراج، وقانون الانتخاب، اضافة الى المهجرين". على صعيد الحكم الغيابي بالاعدام في حق أمين سر قيادة حركة "فتح" في لبنان العقيد سلطان ابو العينين، اعتبر نبيل أبو ردينة، مستشار الرئيس ياسر عرفات، انه "غير مقبول وخطير ويعتبر موقفاً عدائياً يمسّ بالوجود الفلسطيني في لبنان ككل". وعقد ابو العينين مؤتمراً صحافياً في مخيم الرشيدية في صور اعتبر فيه الحكم "قراراً سياسياً تقف وراءه جهة سياسية نافذة"... ودعا الرؤساء اللبنانيين ووزير العدل "الى وضع حد نهائي لهذه الفبركات". وكانت المحكمة العسكرية أصدرت الحكم على ابو العينين بجرم تأليف عصابة مسلحة لاجتياح أملاك الدولة. وقال "عندما تكون لدينا ثقة نمثل امام القضاء". ونفذ مناصرو "فتح" اعتصاماً في مخيم عين الحلوة احتجاجاً على الحكم. وذكرت مصادر مقربة من جنبلاط رداً على سؤال هل يعني حواره مع رئيس الجمهورية انتقاله من المعارضة أو فك تحالفه مع رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري "اننا نقوم بالحوار من موقعنا وأصلاً كنا ندعو على الدوام الى الحوار والتطورات خلال الاشهر الماضية، وما هو مرتقب في الاشهر المقبلة على صعيد الانسحابات المحتملة من الجنوب تدفع في هذا الاتجاه". وأوضحت ان جنبلاط كان أبلغ الى الحريري نيته لقاء الرئيس لحود قبل سفر رئيس الحكومة السابق الى الولاياتالمتحدة الاميركية، وان التحالف معه مستمر. وهو مطلع على ما يقوم به جنبلاط".