أوتاوا - أ ف ب - اعلنت الحكومة الكندية انها دعت اطراف النزاع في السودان الى اجراء مفاوضات في كندا من اجل اطلاق عملية سلام "متينة" في هذا البلد الذي تمزقه الحرب منذ 43 عاماً. وقال وزير الخارجية الكندي لويد اكسورثي اول من امس، ان الدعوة وجهت الى وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل وزعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق، ولكن لم يحدد بعد موعد هذه المفاوضات. وأضاف ان كندا تنوي دعوة الاطراف الى "التعهد باعداد عملية سلام مفيدة ومتينة وسريعة في ظل احترام اعلان السلطة الحكومية من اجل التنمية ومكافحة الجفاف" إيغاد. وكانت اطراف هذا النزاع الذي ادى الى مقتل حوالي مليوني شخص منذ 1983، وقعوا في 1994 "اعلان إيغاد"، الهيئة التي تضم ممثلين عن حكومات المنطقة والتي حصلت من منظمة الوحدة الافريقية على تفويض بتسوية النزاع في السودان. وعين اكسورثي ايضاً لويس ويلسون موفدة خاصة مكلفة شؤون مسيرة السلام في السودان. وستشارك ويلسون خصوصاً، في المؤتمر الدولي لشركاء ايغاد المؤلف من الدول المتقدمة التي تدعم جهود السلام. كما كلف جون هاركر الاختصاصي الكندي في المسائل الافريقية رئاسة بعثة كندية مستقلة الى السودان للتحقيق في معلومات عن انتهاكات لحقوق الانسان في هذا البلد، خصوصاً ممارسة الرق. ووعد السودان بالتعاون كلياً مع هذه البعثة استناداً الى ما ذكره اكسورثي. الذي أكد ان البعثة ستحرص، من جهة اخرى، على التأكد من ان نشاطات الشركة النفطية الكندية "تاليسمان اينيرجي" في السودان لا تساهم في تفاقم المعارك او في ارغام السكان المدنيين الذين يعيشون على قرب من آبار النفط على النزوح. وحذر الوزير من انه "اذا اتضح ان هذه النشاطات تؤجج النزاع السوداني او تسبب انتهاكات على صعيد حقوق الانسان، فان الحكومة الكندية يمكن ان تفكر عندها، اذا دعت الحاجة، بفرض قيود اقتصادية وتجارية" على الشركة. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت تحدثت السبت اثناء جولة لها في افريقيا، عن ادعاءات في هذا الشأن بخصوص "تاليسمان اينيرجي" ومقرها كالغاري مقاطعة البرتا في غرب كندا التي تشارك في بناء خط انابيب للنفط بطول 1600 كيلومتر في السودان.