الترحيب بالجمهور كان عن طريق اغنية أُستهل بها عرض "الى الأمام سر" الذي قدمته فرقة "مسرح الدبابير" في لندن نهاية الأسبوع الماضي. وباستثناء تلك الأغنية فقد التزم العرض سخرية لاذعة من شخصيات السياسة وغيرها. أغلب المشاهد ينتقد الحاضر بأكثر من مقارنة، وتشبيه بالماضي لدرجة انه خطر بالبال ان يُسمى العرض "الى الخلف سر". ولن يكون هذا تحريفاً، فالخمول في أي حركة ونظام يعود أحيانا الى الاجترار والوقوف في مكان واحد. "الى الأمام سر" من العروض الكثيرة الجاهزة التي تزور لندن من الشرق لتسلية الجالية العربية فيها. وعلى رغم المعاناة والظروف الخاصة لأفرادها فانهم يتوافرون على اختيارات في الفن أقوى مما تتصوره الفرق الزائرة. يبدأ العرض الفكاهي بحوار مع دولة الرئيس وينتهي بمسابقة الغناء. وأفضل المشاهد يظل: "أم كلثوم" حيث وقفت كوكب الشرق "التي وحدت قلوب العرب بصورة لا مثيل لها" في ثوب اسود ومنديل أبيض تغني الحانها الشهيرة في كلمات ساخرة منتقدة. وإذا كانت فكرة العرض تدور حول "السياسي القبضاي"، فان الطريقة تركزت حول الحوار التلفزيوني مع مذيعة تلقي اسئلة فتنتزع الإجابة ضحكات الجمهور وتعليقاته أيضاً. وقد يكون لهذا النوع من الفكاهة تأثير أشد اذا اقتصر على فقرة او فقرتين من هذا الأسلوب. لكن الصيغة لم تتغير من مشهد "حوار مع الوزراء العاطلين" الى "برنامج حوار العمر". يقول باسم السبع وزير الاعلام اللبناني السابق في البرنامج. ان التصريحات التي يدلي بها للصحافيين، تنطلق عادة من آلة تسجيل يحملها معه لأنه يعيد الكلام نفسه. وقد يجد المشاهد ان هذا ينطبق على مسرحيات فكاهية أيضاً. أشار العرض في مشهد قوي الى الشعارات الفارغة التي يرفعها البعض لمجرد الادعاء. وكانت ليلى معوض تردد في مسابقة الغناء باستمرار: "ان الرجال يحبون الديموقراطية" وانه يجب الاهتمام "بالعنصر النسائي وبأطفالنا". تتكون الفرقة من فادي عيسى وكاري حويك وشادي مارون ونينا دونينيان وسيلين سمعان. وأجاد الممثلون في أداء لا يعرف حدوداً للعفوية والتأثير، ومثل هذه الموهبة لا يجوز ان تتوقف في مكان واحد.