دموع وأجواء الحزن سيطرت على العرض الخاص والسري جداً «لفيلم حليم» الذي يروي قصة العندليب الراحل عبدالحليم حافظ. والحزن كان ترحماً على الممثل أحمد زكي، الذي يؤدي فيه ابنه هيثم دور عبدالحليم، وقد فاجأ الجميع بأدائه الذي أثبت فيه أنه سائر على درب والده، وقد تذكر الجميع كيف أن أحمد زكي الذي كان المرض ينهش جسمه أصر علي متابعة العمل، ولكنه في النهاية وقف تحت المطر وصرخ بأعلى صوته أمام طاقم الفيلم «خلاص أنا مش حامثل الفيلم ومش حاعمل فيلم «حليم ..حرام عليكو..» العرض كان خاصاً جداً لدرجة لم يتمكن من مشاهدته سوى عدد قليل جداً وفي مقدمتهم عماد أديب والمخرج شريف عرفة وفريق الإنتاج وبعض الشخصيات الهامة وسيتم الإعلان عن موعد عرض الفيلم قريبا وقد يكون في عيد الأضحى القادم وبعد الانتهاء تماما من عمليات الميكساج والجرافيك وتكملة بعض المشاهد القليلة الناقصة أو غير الواضحة. دار الكلام عقب العرض عن أداء بعض الممثلين وكانت الإشادة بأداء الفنانة السورية سلاف فواخرجي الحب الأهم في حياة العندليب وعزت أبو عوف الذي قام بدور الفنان الموسيقار محمد عبدالوهاب بينما قامت سميرة عبدالعزيز بدور السيدةعليه شبانة شقيقة عبدالحليم وصلاح عبدالله في دور صديق حليم ومحاميه مجدي العمروسي. فإذا كان هيثم قد صور كل هذه الفترة الزمنية من عمر حليم فلم يبق لأحمد زكي سوى المشاهد التي صورها مع الممثل السوري جمال سليمان الذي يلعب دور الإعلامي الراحل جلال معوض الذي يستعرض معه في حوار إذاعي مشوار حياته بطريقة لقطات الفلاش باك التي بني عليها سياق الفيلم والمشاهد التي تؤكد أن أحمد زكي صورها هي مشهد حفلة «رسالة من تحت الماء» التي يسقط في نهايتها فريسة لنزيف دوالي المريء. وحفلة «قارئة الفنجان» التي ثار فيها حليم على الجمهور بسبب محاولة البعض إفساد الحفلة بالصفير والتعليقات المستفزة بصوت عال والتي قال فيها صرخته الشهيرة ضد الجمهور «بس بأه طب ما أنا كمان بعرف أصفر» لكن هاتين الجملتين بالطبع لن يقولهما زكي في الفيلم لأن كاتب السيناريو محفوظ عبدالرحمن ومخرجه شريف عرفة يقدمان حليم في ال فيلم باعتباره كائنا مثاليا كما تعامل عبدالرحمن من قبل مع شخصيتي عبدالناصر وأم كلثوم في الفليم والمسلسل الشهيرين. ولعل الممثلة الوحيدة في الفيلم التي حظيت بتمثيل جميع مشاهدها في الفيلم أمام النجم الراحل أحمد زكي هي الفنانة منى زكي التي تلعب دور نوال الطالبة التي تنتمي لقرية العندليب «الحلوات» والتي تبناها حليم ويساعدها على استكمال تعليمها الجامعي حتى أنه يزورها في بيت الطالبات وهي شخصية غير حقيقية اختلقها محفوظ عبدالرحمن. أما أهم المشاهد التي صورها أحمد زكي وجاءت لتبرئ المنتج عماد الدين أديب من اتهام غير أخلاقي فهي تلك المشاهد التي صورها أحمد زكي لرحيل العندليب في أحد مستشفيات لندن وصورته في ديكور خاص في استديو جلال وليس في مستشفى «دار الفؤاد» الذي كان يعالج فيه أحمد زكي حسب الشائعة التي روجت لمقولة أن احمد زكي طلب من أديب أن يصوره في غرفته في المستشفى ليضم هذه المشاهد التي تبدو مشتركة ما بين حياته وحياة العندليب إلى الفيلم. غير أن المفاجأة الحقيقية التي يحملها لنا الفيلم هي هيثم أحمد زكي ومقدرته الشخصية التي ورثها عن والده ووالدته الراحلة هالة فؤاد، وقد سعى والده جاهدا لإبعاده عن احتراف العمل الفني لكن الظروف اضطرته إلى أن يكون صاحب القرار باطلاق موهبة ابنه الذي شاء الحظ ان يكون ربما هو البطل الحقيقي «من حيث كم المشاهد التي صورت» لفيلم كان بمثابة حلم كبير لأحمد زكي سعى لتحقيقه طوال خمسة عشر عاما. لكن الله شاء أن يقاسمه هيثم تحقيق هذا الحلم الذي ينتظره الملايين من محبي النجم الأسمر في محاولة لرد الجميل له وهو الذي أمتعهم بأدائه لنحو ثلاثة عقود. وقد وضعت الشركة المنتجة موعداً «مبدئيا» لعرض الفيلم وهو موسم عيد الأضحى في منتصف يناير المقبل وذلك لكي ينتهي مخرجه من عمليات الميكساج والمونتاج لفيلم وصلت مدته بعد المونتاج الأولى الى ساعتين وثلث، وحتى تنتهي المطربة ماجدة الرومي من تسجيل أغنية الفيلم التي وعدت بها النجم الأسمر وينتهي عمار الشريقي من وضع الموسيقى التصويرية. والفيلم يشارك في بطولته عزت أبو عوف في دور محمد عبدالوهاب وسميرة عبدالعزيز في دور علية شقيقة العندليب، وصلاح عبدالله في دور العمروسي والوجه يوسف الشريف - بطل فيلم «7 ورقات كوتشينه» في دور الموسيقار بليغ حمدي. وكشف الدكتور حسن البنا صديق الفنان الراحل أحمد زكي وطبيبه المعالج طوال 15 عاما عن مدى سرور أحمد زكي ومعاناته أثناء التصوير بقوله إنه في أول أيام التصوير كست الدهشة وجوه الجميع بعد أن تصبب العرق على وجهه بغزارة، ولكني كنت الوحيد الذي أعرف الحقيقة ولم يكن للمرض علاقة بالعرق بل على العكس تماما كان العرق من فرط سعادته بمعاودته نشاطه الفني وشعوره بالانتصار بعد 5 سنوات من البهدلة في مكاتب المنتجين والموزعين لإقناعهم بإنتاج الفليم».