تصاعدت حدة الأزمة التي تثيرها قضية محاكمة مستشار الرئيس الإيراني، المدير المسؤول لصحيفة "خرداد"، عبدالله نوري، المتهم ب"التآمر وإهانة المقدسات والدعوة إلى إقامة علاقات مع أميركا وإسرائيل". وكشف امس ان انصار نوري وخصومه اشتبكوا بالأيدي في قم وسقط 3 جرحى على الأقل اصابة احدهم خطرة. وكانت مجموعة متشددة اصرت ليل الجمعة على إفشال احتفال تحدث فيه نوري في مدينة قم 130 كلم جنوبطهران، ودعت إليه "جبهة المشاركة" الإصلاحية. وقاطعت المجموعة المتشددة محاضرة لمستشار الرئيس ألقاها امام آلاف من مؤيدي الإصلاحيين، وهتفت "الموت لأعداء ولاية الفقيه". وأصر نوري على مغادرة قاعة الاحتفال الذي اقيم لمناسبة ذكرى مولد الإمام علي بن أبي طالب، وكتبت صحيفة "صبح امروز" امس ان الحاضرين هتفوا "الموت لأعداء خاتمي، لا حرية للفكر من دون صحافة". وأثناء خروجهم من القاعة اصطدم بعضهم بالعناصر المتشددة، وأدى اشتباك بالأيدي إلى سقوط ثلاثة جرحى على الأقل. وكان نوري استقُبِل بهتافات تزكيه رئيساً لمجلس الشورى البرلمان الجديد، وهو أكد في محاضرته ضرورة أن يعبر الجميع عن رأيه، وأضاف: "لوطردنا جميع الذين نشك فيهم سيأتي يوم لا نجد فيه أحداً حولنا". ورأى نائب إصلاحي أن اليمين المحافظ في ايران ارتكب أخطاء كثيرة و"محاكمة نوري ليست الخطأ الأول والأخير"، وشدد على أن الإصلاحيين "سيحققون الفوز المحتوم في الانتخابات البرلمانية اياً تكن الظروف". واعتبرت صحيفة "جبهة" الناطقة باسم "أنصار حزب الله" أن عبدالله نوري ابتعد عن القيادة الامام الخميني والمرشد علي خامنئي واقترب من الأوساط الغربية والليبرالية، وطالبت باستجواب وزيري الداخلية والثقافة، متهمة الأول باستقاء "معلومات مضللة" من مصادر غير موثوق بها يحكم من خلالها على الآخرين أنصار حزب الله وأن "التسيب الإعلامي" وراء الأزمة الثقافية في إيران. في غضون ذلك، أكد وزير الثقافة عطاء الله مهاجراني استعداده لتقديم استقالته في أي لحظة "يجد فيها قائد الثورة خامنئي ورئيس الجمهورية محمد خاتمي أنني يجب أن أغادر هذا المنصب". وزاد: "مسؤوليتنا هي حفظ الثورة الإسلامية وحل مشاكل الشعب، لذلك لن نخضع للضغوط التي يمارسها بعض الصحف، ولن نعطي رشوة للحفاظ على مناصبنا". وأفادت صحف طهران امس ان مهاجراني كان يتحدث ليل الجمعة في مكان إقامة صلاة الجمعة في مدينة أصفهان وسط أمام آلاف من المصلين فقاطعه عشرات من "أنصار حزب الله" وطالبوه بالسكوت ومغادرة المدينة، علماً ان المحافظين يتهمون الوزير بالعمل لنشر الثقافة "غير الإسلامية". وفي وقت لاحق نظم هؤلاء مسيرة احتجاجاً على وجود وزير الثقافة في اصفهان. إلى ذلك، أكد مستشار خاتمي للشؤون الاجتماعية علي ربيعي، أن سعيد إمامي المتهم الأول بالضلوع باغتيال مثقفين، والذي انتحر بحسب الرواية الرسمية، ليست له أي صلة ب"حزب الله" أو أي حزب "وطني". وأضاف ان إمامي "كان يستفيد من اسم حزب الله للوصول إلى أهدافه". وفي إشارة إلى المتشددين في تياري اليمين واليسار أكد مستشار خاتمي ان "بعض المجموعات التي كان لها دور في فترات معينة تحاول إثبات وجودها الآن متذرعة بسلاح الدين أو الوطنية". وتابع أن عدداً من منفذي عملية اقتحام الحي الجامعي في تموز/ يوليو الماضي لهم ملفات حافلة بالأعمال المخالفة للعرف والشريعة، فيما ادعوا انهم يمثلون الإسلام. واشار الى اعتقال 15 شخصاً اتهموا بالمشاركة في هذا الهجوم.