بعث حزب "جبهة المشاركة الإسلامية" القريب الى الرئيس الايراني محمد خاتمي برسالة مفتوحة إلى رئيس السلطة القضائية هاشمي شاهرودي، اعتبر فيها أن الإتهامات التي وجهت الى مستشار الرئيس عبدالله نوري بمثابة "لائحة اتهام سياسية نظمها تيار معين اليمين ضد منافسه اليسار اكثر من كونها ذات بعد قانوني". وحذرت الجبهة من ان ما يحدث في ايران "سيشكك بصلاحية النظام الإسلامي ككل"، وطالبت شاهرودي بألا يسمح "بأن تصبح السلطة القضائية أداة سياسية وألا تستخدم اداة قمع لاقصاء المنافسين". في غضون ذلك أعلن رجل الدين البارز آية الله طاهري معتدل ممثل "ولي الفقيه" في اصفهان استعداده للدفاع عن نوري أمام محكمة رجال الدين. وكتب في رسالة وجهها اليه: "لا أعرف من هي تلك العناصر التي تعمل في الخفاء وجعلت أصحاب الإمام وأكثر القوى الثورية إخلاصاً هدفاً لها، واحداً بعد الآخر، وتسعى الى اخراجهم من الميدان بإتهامات باطلة". واعتبرت صحيفة "صبح أمروز" القريبة الى خاتمي أن محكمة رجال الدين "تناقض نفسها حين تدعي طاعة ولي الفقيه وفي الوقت ذاته توجه كل هذه الإتهامات الى عبدالله نوري الذي عيّنه ولي الفقيه في أكثر من منصب". وتساءلت "كيف يتهم بأنه ضد ولي الفقيه المرشد آية الله علي خامنئي وهو عيّنه عضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام الذي يرسم السياسات الكلية للنظام بالتشاور والتنسيق مع ولي الفقيه" وهل يعيّن خامنئي "خائناً ومتآمراً"؟ وأشار مستشار خاتمي لشؤون علماء الدين حجة الإسلام مصطفى درايتي، الى أن محكمة رجال الدين ستوجه ضربة قاصمة الى مؤسسة رجال الدين إذا أصرّت على محاكمة "أحد رموز العلماء الثوريين" عبدالله نوري. مصادر قريبة الى الرئيس الإيراني اكدت قلقه من "توتير الأجواء الداخلية قبل سفره إلى فرنسا" اواخر الشهر الجاري، معتبراًَ ان المحاكمة سيكون لها أثر سلبي "ليس على الوضع الداخلي فحسب بل كذلك على العلاقات الخارجية" لبلاده. وقالت مصادر في وزارة الثقافة والإرشاد أن "خاتمي لم يكن يدرك أن الضغوط والمؤامرة من الطرف الآخر اليمين ستكون بهذا الحجم". إلى ذلك جددت صحف المحافظين هجومها على وزير الثقافة عطاء الله مهاجراني واتهمته صحيفة "رسالت" المتشددة ب"الغرور في التعامل مع منتقديه المتدينين والمخلصين". وتابعت: "السياسة التي يتبعها وزير الثقافة أوجدت قلقاً حقيقياً على مستقبل الثقافة في ايران". ورأت صحيفة "كيهان" القريبة الى خامنئي أن امتناع عبدالله نوري رئيس تحرير صحيفة "نشاط" عن المثول أمام محكمة المطبوعات عائد إلى انه "يخشى مواجهة تهمة جديدة تتمثل بتزويره مضمون مقال" كان من الاسباب الرئيسية لوقف صدور الصحيفة. الى ذلك برأت محكمة المطبوعات في مدينة بوشهر جنوب المدير المسؤول لصحيفة "آتينه جنوب" بعد النظر في شكوى قدمها ضده الجنرال نقدي قائد استخبارات الشرطة في طهران، الذي توعد بتنفيذ الإعدام في كتّاب اتهموا في قضية النشرة الطالبية "موج". من جهة اخرى، أصدرت السلطة القضائية بياناً امس اعلنت فيه ان محكمة الاستئناف في محافظة طهران ستعيد النظر في الحكم الصادر على الرئيس السابق لبلدية طهران غلام حسين كرباستشي المدان بالسجن لمدة عامين بتهم الفساد. وأوضح حجة الاسلام ايزدبناه ان محكمة الاستئناف ستقرر إما تخفيف العقوبة او استمرار سجن كرباستشي. وكان بعض الصحف اشار اول من امس الى امكان اطلاق سراح كرباستشي في ضوء عدم تجديد أمين العاصمة الشكوى ضده. الى ذلك، صرح حجة الاسلام صديقي، رئيس محاكم الاستئناف "ان جرائم كرباستشي من الجرائم العامة، ولذلك فان الجهة المدعية هي المدعي العام". واضاف "بعد صدور الحكم القطعي لا سبيل لاطلاق كرباستشي الا بالعفو"، وأكد انه "لم يصدر حتى الآن اي حكم بتخفيف العقوبة عن كرباستشي".