صعّد "أنصار حزب الله" حملتهم على صحف التيار الاصلاحي في ايران، وشبَّهوا "الهجمة الثقافية" عبر هذه الصحف بصواريخ العراق وقنابله خلال حرب السنوات الثماني 1980 - 1988. وشهدت المواجهة مع الصحافة تفاعلات جديدة اذ اقتيد الى السجن رئيس تحرير "نشاط" ما شاء الله شمس الواعظين، بعدما عطلت محكمة المطبوعات صدور الصحيفة، وامتنع شمس الواعظين عن المثول أمام المحكمة. وقال جلائي بور المسؤول في الصحيفة ل"الحياة"، ان استدعاء رئيس التحرير "غير قانوني لأن المسؤولية القانونية تقع على عاتق رئيس التحرير المسؤول لطيف صغري الذي حوكم". واستغرب "العقوبة المزدوجة لجرم واحد". واتُهم رئيس تحرير "نشاط" بالضلوع بنشر مواضيع "تسيء الى المقدسات"، وطلب شمس الواعظين من المحكمة مهلة شهر ليتمكن من تقديم الوثائق التي تؤكد صحة أقواله، واعترض على التحقيقات الأولية التي اجرتها معه محكمة المطبوعات. وأبلغ محاميه الذين حضروا جلسة أمس انه سيمثل في الجلسة العلنية. في غضون ذلك طالب عبدالله نوري مستشار الرئيس محمد خاتمي المدير المسؤول لصحيفة "خرداد" الاصلاحية بتأجيل محاكمته "من أجل اختيار محامي الدفاع". واعتبر نوري الذي وجهت اليه محكمة رجال الدين اتهامات وصفت بأنها خطيرة، من نوع "اهانة المقدسات والتآمر، والدعوة الى علاقات مع اسرائيل، والدفاع عن الحركات المناهضة للثورة"، ان لا سند لمقاضاته أمام هذه المحكمة، وأن نتيجة أي محاكمة له ستكون البراءة. وذكرت مصادر مجلس الشورى البرلمان الايراني ان تجمع حزب الله اصلاحي في البرلمان بصدد إعداد بيان مع بقية الأعضاء المؤيدين لتيار الاصلاح، من أجل الدفاع عن عبدالله نوري. وأكد أحد أعضاء اللجنة المركزية للتجمع أن "هذا التحرك يأتي بدافع الحفاظ على الهدوء ونزع فتيل التوتر"، في حين عقد مجمع "علماء الدين المجاهدين" اصلاحي اجتماعاً استثنائياً لدرس مسألة استدعاء نوري الى محكمة رجال الدين. وذكرت مصادر ان المجتمعين لم يتوصلوا الى اتفاق بسبب قرب الشيخ نوري من آية الله منتظري. وشن زعيم "أنصار حزب الله" حسين الله كرم هجوماً عنيفاً على صحف التيار الاصلاحي، وقال: "الهجمة الثقافية التي نواجهها هي الهجمة العسكرية ذاتها التي قاتلنا في وجهها ضد العراق والمتآمرين". وتابع: "بالأمس كنا نواجه الصواريخ والقنابل وتهديم البيوت، واليوم نواجه حملة اعلامية مسمومة تحاول تصوير قوات التعبئة البسيج والمؤمنين بأنهم كاذبون عنيفون، وتحاول إثارة الشبهات حول أحكام الإسلام وقوانينه". وطالب بالاستعداد لصد "هجوم الاهانات والتشكيك بالمقدسات كما كنا مستعدين لصد هجوم الحرب المفروضة مع العراق".