استقبل الرئيس حسني مبارك امس الرئيس ياسر عرفات الذي طلب تدخل مصر لدى اسرائيل من أجل التنفيذ الأمني لاتفاق شرم الشيخ. كما طلب مساعدة مصر في المفاوضات النهائية مع اسرائيل. وحضر اللقاء المستشار السياسي للرئيس الدكتور أسامة الباز وكبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات والمستشار الإعلامي لعرفات نبيل ابو ردينة والسفير الفلسطيني زهدي القدرة. وصرح عرفات عقب اللقاء بأن المحادثات تناولت مواضيع كثيرة في مقدمها تنفيذ اتفاق شرم الشيخ، وقال: "نحن حريصون ومعنا الرئيس مبارك على أن يكون التنفيذ دقيقاً وأميناً وفقاً لما اتفق عليه"، مشيراً الى وجود "بعض الصعوبات" التي طلب من الرئيس المصري التدخل لدى اسرائيل لتسويتها حتى يتم دفع عملية السلام قدماً. وأوضح انه تناول اثناء محادثاته نتائج اجتماعات لجنة التنسيق الخاصة بالمساعدات للسلطة الفلسطينية والذي عقد في طوكيو اخيراً والنتائج التي تمخضت عنها. وصرح الباز أن "الرئيس الفلسطيني اطلع مبارك على تفاصيل ما يجري على الاراضي الفلسطينية في ما يتعلق بتنفيذ البنود التي اتفق عليها في اتفاق شرم الشيخ". واعرب عن أمله بأن يستمر التنفيذ أميناً ودقيقاً وبحسن نية تجنباً لوقوع مشاكل او خلافات تعوق العملية السلمية. وإزاء مطالبة عرفات بمساعدة مصر في مواجهة بعض الصعوبات، اوضح الباز أن المفاوضات المقبلة ستكون صعبة، مشيراً الى انها ستتطرق الى قضايا عميقة ودقيقة للغاية، وقال: "لذلك نحن على استعداد تام لمساندة الجانب الفلسطيني في ذلك"، موضحاً ان عرفات طلب من مبارك ان تكون مساعدة مصر في المسائل والقضايا الفنية التي تثار في المفاوضات النهائية بالاضافة الى الدعم السياسي. وشدد الباز على ان مصر لا تتفاوض باسم الفلسطينيين، وقال: "اننا لا نتفاوض باسم الفلسطينيين ولا نملي عليهم موقفاً محدداً، لكننا نقف معهم موقف المساندة". ونفى الباز ما يتردد عن وجود مفاوضات غير معلنة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في شأن قضايا الوضع النهائي، وقال: "إن كل هذا الكلام غير دقيق"، موضحاً أن ما يحدث هو أن يبدي طرف سواء كان فلسطينياً او إسرائيلياً ملاحظة ما بالنسبة الى سبل ادارة المفاوضات. وتابع: "هذه ليست مفاوضات، لكنه حديث عابر يدور بين أشخاص ليسوا مخوّلين أو مفوضين أو أمامهم أوراق". واعتبر الباز أن بدء اسرائيل بإزالة المستوطنات التي اقيمت من دون تراخيص رغم معارضة التيار الديني والمستوطنين خطوة في الاتجاه الصحيح، مؤكداً ان المستوطنات غير قانونية. ورفض الباز تهديدات اسرائيل بأن تقوم بأي عمل ضد سورية في حال عدم اتخاذها مواقف معينة، وقال: "هي تهديدات جوفاء لا تهز الموقف العربي على الاطلاق وهذا يتناقض تماماً مع مفهوم السلام". وتساءل: "كيف يكون لدينا توجه نحو اقامة سلام في الوقت الذي نطلق فيه تهديدات على طرف مهم هو سورية؟"، وتابع: "نحن نأخذ هذه التهديدات في الحسبان" . ونفى الباز ما تردد في بعض وسائل الاعلام عن وجود خلاف سياسي مع سورية، وقال: "ان ذلك أبعد ما يكون من الصحة لأنه ليس هناك اي سبب يدعو الى قيام هذه الخلافات"، مؤكداً عدم وجود تعارض او تناقض في المصلحة بين البلدين. ودعا الباز الى "اجراء المفاوضات طبقاً لمرجعية مدريد التي بدأت على أساسها المفاوضات على ان تستأنف من النقطة التي توقفت عندها عام 1996، خصوصاً اذا أخذنا في الاعتبار ان اسرائيل هي التي اوقفت هذه المفاوضات وليست سورية".