رام الله الضفة الغربية - رويترز، د ب ا، اف ب - شدد الرئيس ياسر عرفات على ضرورة التزام اسرائيل التام بتنفيذ اتفاق الاسرى والمعتقلين وفق المعايير والمواصفات التي نص عليها اتفاق شرم الشيخ. وأكد عرفات في كلمته خلال الاجتماع الاسبوعي للقيادة الفلسطينية في مدينة رام الله في الضفة العربية، "اهمية مضاعفة التحرك السياسي والديبلوماسي الفلسطيني على المستويين العربي والدولي الدخول في مفاوضات الوضع النهائي وضرورة ان يتوافر لدى القوى الدولية المختلفة ادق التفاصيل في شأن موقفنا من قضايا المفاوضات النهائية، خصوصا قضية اللاجئين والقدس والمستوطنات والمياه والامن والحدود والعلاقات مع الجوار". واوضحت القيادة في بيان نشرته وكالة الانباء الفلسطينية وفا "انها اعطت تعليماتها للوفد المفاوض للتمسك بالاتفاق والمعايير والمواصفات التي نص عليها الاتفاق في شرم الشيخ، وتوجهت الى الجانب الاسرائيلي لتنفيذ الاتفاق بكل بنوده واطلاق الاسرى من دون تأخير". وكان من المفترض أن تطلق إسرائيل السجناء الفلسطينيين اول من امس، لكن الخلاف على الأسماء أدى إلى تأجيل اطلاقهم إلى موعد غير محدد. وفي هذا الصدد، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات لوكالة "رويترز": "ما زالوا يتشبثون بموقف يخيروننا فيه بين القبول والرفض 000 لا اعتقد اننا يمكن ان نقبل هذه المرة. علينا ان نحترم الاتفاق الموقع". وصرح عريقات عقب الاجتماع الاسبوعي للقيادة بأن المفاوضين الفلسطينيين طلبوا عقد اجتماع غداً في محاولة لحسم النزاع. واضاف ان السلطة الفلسطينية ناشدت ايضا الولاياتالمتحدة ومصر والاتحاد الاوروبي التوسط لدى اسرائيل. واتهم باراك بالاذعان لضغوط سياسية بأن استبدل 47 معتقلاً من هؤلاء بآخرين اعتقلوا في مرحلة لاحقة مخالفا اتفاق شرم الشيخ. وكان مسؤولون اسرائيليون اقروا بتغيير معايير اطلاق السجناء، قائلين انه كان من الضروري تجنب اطلاق فلسطينيين "ايديهم ملوثة بالدماء". واتهم عريقات اسرائيل بمحاولة فرض رأيها في ما يتعلق باطلاق الدفعة الثانية من المعتقلين من دون أخذ شروط اتفاق شرم الشيخ في الاعتبار. وقال: "يعتقدون ان بامكانهم نظراً لسياساتهم الداخلية ولاسباب تتعلق بالائتلاف، التفاوض مع انفسهم ثم املاء قرارتهم علينا". من جهة اخرى، اعربت القيادة عن "قلقها العميق ازاء استمرار الهجمة الاستيطانية من دون توقف على رغم مرور ثلاثة اشهر على تسلم الحكومة الاسرائيلية الحالية مقاليد الحكم، وعلى الرغم من بعض التطمينات، الا ان الاستيطان لم يتوقف حتى الآن وهذا يضع علامة استفهام كبيرة على حقيقة المواقف والنيات الاسرائيلية". الممر الامن الى ذلك، رحبت القيادة الفلسطينية باتفاق الممر الآمن بين الضفة وقطاع غزة، معتبرة انه "يشكل الشريان الحيوي بين شطري الوطن". وقالت أنها أبلغت إسرائيل استعدادها لبدء محادثات الوضع النهائي، داعية الدولة العبرية إلى إعلان تشكيل فريق مفاوضيها إلى تلك المحادثات والموافقة على موعد للشروع فيها من دون أي تأجيل آخر. الناصرة وحذرت القيادة الفلسطينية مما وصفته بأنه "محاولة مشبوهة لإشعال الفتن بين أهلنا في الناصرة، لإفشال احتفالات الشعب الفلسطيني وشعوب العالم في الألفية الثانية لميلاد السيد المسيح". وأشارت في بيانها الى انها "فوجئت بتجدد الخلاف على ساحة كنيسة البشارة في الناصرة" على رغم "الجهود المضنية" التي كانت بذلتها "من أجل تهدئة الخواطر والبحث عن حل يرضي الجانبين". وأضافت أن الادارة الفلسطينية "لن تتردد في بذل كل جهد لتفويت الفرصة على كل من يعمل ضد الوحدة في الناصرة، خصوصا الوحدة التي تمس العراقة الدينية لنا وبما تمثله من اخوة وتواصل وتسامح". وكانت انباء افادت في وقت سابق من الاسبوع الجاري أن زعماء المسيحيين في إسرائيل هددوا بإغلاق الاماكن المسيحية المقدسة أثناء أحتفالات الالفية إذا لم توقف الحكومة الاسرائيلية محاولات بناء مسجد بجوار كنيسة البشارة في الناصرة، التي تعد أكبر المدن العربية في إسرائيل. كما حذروا الحكومة الاسرائيلية من أنه إذا لم يتم هذا فان البابا يوحنا بولس الثالث قد يلغى زيارته المقررة لاسرائيل لحضور احتفالات الالفية. وذكرت تقارير صحافية عربية أن الفاتيكان أوقف فعلا الاستعدادات لزيارة كان من المقرر أن يقوم بها البابا إلى العراق في الثالث من كانون الأول ديسمبر، احتجاجا على رسالة بعث بها مفكرون عراقيون إلى البابا يطالبون فيها باضفاء طابع سياسي على الزيارة.