زار وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين امس قطر بعد البحرين، واعلن ان واشنطنوالدوحة تتعاونان في اطار برنامج "مبادرة الدفاع التعاوني الشامل" الذي "يساعد دول منطقة الخليج في الحد من التهديد المتزايد لأسلحة الدمار الشامل، كما ان المبادرة تحد من أي تهديد قد يحدث نتيجة اي عدوان كيماوي او بيولوجي" على المنطقة. واعلن ان الوجود العسكري الأميركي في الخليج "لردع اي تهديد عراقي او ايراني"، وان تغيير النظام في العراق "يتم من داخل" هذا البلد. واجتمع كوهين مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في حضور ولي العهد الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء الشيخ عبدالله بن خليفة ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ورئيس الأركان العميد الركن حمد بن علي العطية. ووصف الوزير الأميركي الاجتماع بأنه كان "ممتازاً"، ورأى ان "قطر جزء مهم في سياسة الولاياتالمتحدة لدعم الأمن والاستقرار في الخليج". واضاف: "لدينا مخزن للأسلحة الاميركية في قطر، وهو جزء من التزامنا بأمن الخليج". وتابع ان قطر تستضيف قوات جوية اميركية للتدخل السريع لافتاً الى ان كل خطوات التعاون بين البلدين تأتي في اطار برنامج "مبادرة الدفاع التعاوني الشامل". وافاد ان محادثاته في الدوحة شملت التعاون في التخطيط العسكري في سبيل "تطوير قدراتنا في مجال الردع الأقليمي". واوضح أنه بحث ايضاً في قضايا العراقوايران وعملية السلام في الشرق الاوسط. نظام للانذار المبكر وسألت "الحياة" كوهين عن مصير اقتراحه العام الماضي انشاء نظام للانذار المبكر مشترك بين دول مجلس التعاون، فأجاب: "تحركنا إلى امام ووصلنا الى مرحلة المناقشة الفنية لوضع نظام الانذار المبكر بين قطر والدول الأخرى الخليجية كجزء من مبادرة التعاون الدفاعي المشترك". ونبه الى ان "المبادرة ليست مقتصرة على اجهزة الانذار المبكر بل تشمل ايضاً المعلومات المشتركة والوسائل الفنية لردع اي عدوان بيولوجي أو كيماوي". واعلن ان خبراء من أميركا وقطر يعقدون اجتماعات دورية لدرس نظام الانذار المبكر. ونفى الوزير مجدداً عزم اميركا خفض وجودها العسكري في الخليج لكنه اشار الى عملية "مراجعة" لنشر القوات وقال: "سنبقي قواتنا وليست لدينا اي نية لتقليصها". وذكر ان قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال انطوني زيني "ينظر في سبل لاحداث تعديلات بسيطة" في انتشار القوات الاميركية في المنطقة، لكنه لم يتوصل بعد إلى خطة نهائية. واكد انه لم يبحث في الدوحة موضوع نفقات وجود القوات الاميركية في المنطقة، قائلاً ان قطر تشارك بالفعل في تحمل نفقات القوات الموجودة لديها و"سنواصل السعي الى دعم العلاقات الثنائية وربما يطرح موضوع نفقات وجود القوات للمناقشة مستقبلاً". ملف العراق وتطرق كوهين الى ملف العراق، وذكر أنه اوضح للقيادة القطرية دعم واشنطن "بقوة" مشروع القرار البريطاني - الهولندي، مكرراً ان "عملية التفتيش عن الأسلحة في العراق يجب ان تستأنف، ويمكن ان تكون هناك مرونة تجاه برنامج النفط للغذاء، كما يمكن استخدام البرنامج لبناء البنية التحتية في العراق". لكنه شدد على أن الرئيس صدام حسين "يتحمل المسؤولية كاملة تجاه معاناة شعبه". ورأى ان "الوضع سيء في جنوبالعراق لأن صدام يسيطر عليه سيطرة تامة ويتحكم بتوزيع الاغذية". وزاد: "سنواصل سياسة الاحتواء حتى يلتزم صدام التزاماً كاملاً القرارات الدولية". ورداً على سؤال عن موقف قطر من السياسة الاميركية تجاه بغداد قال: "كان هناك تفاهم كامل". وأوضح ان "الدعم الذي قدمناه للمعارضة العراقية يهدف إلى تقديم صوت آخر للشعب العراقي"، مشدداً على ان "تغيير النظام سيأتي من الشعب نفسه ومن داخل العراق، ونتطلع إلى الوقت الذي سيتم فيه التغيير". ولفت الى اهمية المحافظة على وحدة الاراضي العراقية وتمنى "أن يحدث التغيير ليتمكن الشعب من العودة إلى الحظيرة الدولية". وسئل عن مراقبة الحظر الجوي فوق جنوبالعراق فأجاب: "نُذّكر دول الخليج دائماً اننا موجودون لدعم امنهم وامننا، ونعتقد ان ابقاء مستوى من الوجود العسكري الاميركي سيساهم في تأمين الامن والاستقرار والازدهار، وبالتالي دول المنطقة تشارك بطريقتها في هذا الأمر". وكرر كوهين ما قاله في البحرين عن رغبة واشنطن في "علاقات افضل" مع ايران، مستبعداً ذلك "الى أن تغير ايران سياستها الداعمة للارهاب وتوقف محاولات تقويض عملية السلام وسعيها الى الحصول على اسلحة دمار شامل. نحن لم نر أي تغيير في هذه السياسات، ووجودنا في المنطقة يساعد في توفير قوة ردع ضد اي تهديد عراقي أو ايراني". وتابع ان هذا هو سبب تخزين معدات في المنطقة. وختم ان الوجود العسكري الاميركي هو "قوة ردع لأي دولة تحاول تهديد دول الخليج". وتحدث انطوني زيني عن القوات الأميركية مستبعداً اي خفض يذكر.