أظهر أردنيون من أصلٍ فلسطينيّ عتباً على العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، بعد خروج رئيس مجلس الأعيان السابق، طاهر المصري، من رئاسة المجلس وتعيين عبدالرؤوف الروابدة بدلاً عنه دون أن يتّبع الملك البروتوكول الأردني في التعاطي مع رؤساء المجالس حال خروجهم وذلك بتوجيه رسالة شكر لهم. وقالت مصادر أردنية مقربة من المصري، الذي كان رئيساً للوزراء وهو من أصل فلسطيني من مدينة نابلس، إن خروجه بهذه الطريقة بعد إعادة تشكيل مجلس الأعيان كان إهانةً له وللأردنيين من أصل فلسطيني. والمصري هو رئيس وزراء أسبق تولى المهمة في مطلع تسعينيات القرن الماضي، كما شغل مناصب وزير الخارجية ورئيس مجلس النواب ورئيس لجنة الحوار الوطني، وهو محسوب على تيار الإصلاح الوسطي. في الوقت نفسه، أشارت مصادر رفيعة المستوى إلى أن الملك قد يكلف المصري خلال الأيام المقبلة بمهمة رسمية، وفيما ألمح البعض إلى إمكانية تشكيل حكومة جديدة برئاسته، أوضح مراقبون ل«الشرق» أن الملك عبدالله الثاني راضٍ تماماً عن أداء رئيس الوزراء الأردني، عبدالله النسور، ولن يجري أي تغيير وزاري قبل منتصف العام المقبل. ذات المصادر المقربة من المصري بيَّنت أن الملك عبدالله الثاني أبلغه قبل إعلان تشكيلة مجلس الأعيان الجديدة ب 15 دقيقة أنه سيترك موقعه، الأمر الذي سبب له حرجاً بالغاً. وانتقلت حالة الغضب التي رافقت خروج المصري إلى المواقع الإلكترونية، حيث رأى نائب رئيس مجلس النواب الأردني، خليل عطية، أن تغيير تشكيلة الأعيان في هذا الظرف غير مفهوم، وتابع مدافعاً عن وجود الإسلاميين في المجلس «إنه كان من اللازم إشراكهم». غير أن نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، زكي بني أرشيد، أعلن أن الجماعة لن تسمح لأي شخصية من الإخوان بالانضمام إلى تشكيلة مجلس الأعيان. وخرج من الشخصيات المحسوبة على الإسلاميين بسام العموش وعبدالله العكايلة وعبدالمجيد الذنيبات، فيما حل مكانهم شخصيات محسوبة على تيار اليسار والشيوعيين وشخصيات طالما وجهت نقداً لاذعاً لأداء جماعة الإخوان. كما غاب عن تشكيلة الأعيان رئيس الوزراء الأسبق عبدالكريم الكباريتي وعلي أبو الراغب وعون الخصاونة.