السيد رئيس تحرير جريدة "الحياة" الغراء حول ما جاء في جريدة "الحياة" ليوم الأربعاء الموافق 13 تشرين الأول اكتوبر 1999 العدد 13367 على لسان السيد المهدي قائلاً: "ما أهدف إليه من اقتراحي لدمج المبادرتين - أي مبادرة ايغاد والمبادرة المصرية - الليبية - حتى لا تظهر احداهما وكأنها لحل مشكلة الجنوب والأخرى لحل مشكلة الشمال". أنا في رأيي ان مشكلة الجنوب كانت قائمة في أيام الصادق المهدي وما قبل الصادق المهدي وأيام الرئيس الأسبق نميري، وأرى أنها مشكلة قائمة بذاتها وهي في حقيقتها مشكلة شمال وجنوب أكثر مما هي مشكلة من أجل الديموقراطية وفصل الدين عن الدولة وما شابه ذلك. فالمشكلة موجودة منذ الاستقلال وكانت الحكومات المتعاقبة ديموقراطية كما كان أساس الحكم علمانياً ومع ذلك كانت المشكلة قائمة. واليوم حتى إذا وافقت حكومة الانقاذ بفصل الدين عن الدولة وإقامة حكومة ديموقراطية، فمشكلة الجنوب ستظل قائمة والصادق المهدي يعرف هذه الحقيقة أكثر من غيره. فعلى السيد الصادق المهدي والمعارضة الشمالية، إن كانوا جادين في حل مشكلة السودان، أن يرفعوا أيديهم عن مشكلة الجنوب بعدم ربطها مع مطالبهم، ونحن متأكدون جداً أن ربط قرنق مع المعارضة الشمالية لن يحل المشكلة، ولو أتوا بدهاقنة السياسة من العالم أجمع. فالمطلوب فصل مشكلة الجنوب عن مطالب المعارضة الشمالية. فالمعارضة الشمالية تسعى إلى السلطة، بينما حركة التمرد تسعى لفصل الجنوب. وهذا التحالف بين المعارضة الشمالية وجون قرنق تحالف مرحلي يسعى كل طرف للاستقواء بالآخر، فجون قرنق يرمي من هذا التحالف إضعاف الحكومة لفرض شروطه على الأرض ولا يهمه من يحكم الخرطوم، المهم انه يريد حكومة ضعيفة غير متماسكة في الخرطوم، بينما المعارضة الشمالية تريد الوصول إلى السلطة وليس لها أي برنامج محدد للنهوض بهذا الوطن الجريح من عقوق بعض ابنائه. وملخص القول هو فصل المسارين مشكلة الجنوب وأزمة المعارضة الشمالية نحو الحكم فصلاً تاماً حتى يتسنى حل هذه المشكلة العويصة بإعطاء الجنوب حق تقرير المصير، لإقامة دولتين كونفيديراليتين شمالية وجنوبية، أو لإقامة دولتهم المستقلة، وكفى المؤمنين شر القتال. صبري الحاج محمد هلالي - جدة