الى عبدالوهاب البياتي 1- بفعل جاذبية الأرض الى جِهَةٍ بيضاءَ لا يقصدُها أحدٌ قَطَعتَ نِصفَ الطريق إلى الحَجيج نصف الطريق الى النهاية وقُلتَ: إلهي هذا طَيَراني الأخير فأنقِذني! لكنْ بفعلِ جاذبيةِ الأرضِ كانت كلماتُكَ بطيئةً مُغَمْغِمةً مُنْهكَةً عاجزةً عن الطَيران 2- إستحالة كنت ضوءاً ناحلاً يتهجَّسُ عَذابَ الأرضِ ويعرفُ ان مَهمتهُ مستحيلة كنت ترتجفُ إذ قلبُكَ يُلامس قلوباً مسحوقةً دمُها مُتَيبسٌ على الأسيجَةِ والحيطان وفي كل مرة كنتَ أيّها الضوءُ تنسحبُ إلى بياضِكَ الكامل حيث لا تكون هناك كلمات. 3- ضحك قلت: يوماً أيها الموتُ سأتسلق عشَّكَ حرّاً سعيداً كضوء الشمس سأفاجئُكَ بكلماتي البسيطة بأوراقي البيضاء الأخيرة وديواني الأخير الأبيض سأُسمِعُكَ أيها الموتُ قهقهتي الأليمة قهقهتي الطويلةَ السوداء وأعدكَ بأننا - كما كنا في السابق - سنظلُّ معاً نضحكُ كأصدقاء سنظل نَضْحَكُ ونَضْحَكُ نَضْحَكُ ونَضْحَكُ إلى ان يتحول ضحكُنا الى غِلالَة الى ضوءٍ الى لهبٍ الى بكاء 4- ذلك الحُلُمُ المرير على أعلى الحافّاتِ وقفتَ وكنت تعرفُ أن هذا العالم تحتكَ يؤدي الى لا مكان كقطرةٍ وحيدة كنت ستنفصلُ عن هذا كلّهِ عن ماضيكَ حاضرك عن الريحِ والدموعْ وكنت برفّةِ جُنحٍ ستتعرَّفُ على ذلك الجانب الآخر الجانب المظلم من ذلك الحلم المريرْ. * شاعر وفنان تشكيلي مقيم في لندن