هل تعرف أحداً من العابسين دوما.. اذا كنت تعرف.. أرسل له العدد الأخير من مجلة الفيصل.. ستجد أنهم أفردوا ملفا رائعا عن الضحك وأسراره.. كتب بشكل علمي دقيق.. جاء فيه : يُعرف قاموس وبستر الضحك بأنه (تعبير مسموع يرتبط بانفعال معين - خصوصا البهجة والسخرية والارتباك - ويحدث الضحك من خلال اندفاع الهواء على نحو مفاجئ من الرئتين فينتج منه أصوات تمتد من القهقهة الانفجارية إلى الضحك المكبوت أو المكتوم. وغالبا ما تصاحب الضحك حركات خاصة بالفم أو عضلات الوجه، وارتفاع ما في العينين. اعتبر الفلاسفة والعلماء بأن الضحك صنيع فسيولوجي مادي يتصل بانتقال الشعور انتقالا مفاجئا من الأعصاب إلى العضلات، وبعضهم يرى أنه صنيع نفسي ينشأ من افراغ التعب الذي يصيبنا في الحياة.. ويرى البعض بأن الضحك قد تطور بوصفه لتشكيل العلاقات بين الناس وتوطيدها.. وقد بنى الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون الذي يعتبر أشهر من حاول تفسير الضحك نظرية طريفة تقوم على أننا نضحك على الأاشخاص ومنهم، لما أصابهم من تحول أخرجهم عن طبيعتهم العادية المألوفة لنا، اذ نراهم قد تصلبوا، وخرجوا عن عقولهم، وأصبحوا كأنهم آلات، فهم لا يتصرفون تصرف الإنسان الحر المختار، وانما يتصرفون تصرفات الآلات الصلبة التي لا تملك حرية ولا اختياراً، وبهذا يصبحون كأنهم لعب تحرك بأسلاك سواء في أوضاع الجسم وحركاته أم في أوضاع الكلمات ومدلولاتها وارتباطها فيما بينها . هناك مراتب من الضحك وأنواع له، فقد جاء في "فقه اللغة وسر العربية" لأبي منصور الثعالبي، تحت عنوان "في مراتب الضحك" أن التبسم أولى مراتب الضحك، ثم الإهلاس وهو إخفاؤه، ثم الافترار والانكلال، وهما الضحك الحسن، ثم الكتكتة أشد منها، ثم القهقهة، ثم الكركرة، ثم الاستغراب، ثم الطخطخة، وهي أن يقول : طيخ طيخ (يقصد يضحك المرء مُصدرا أصواتا من فمه وأنفه)، ثم الإهزاق والزهزقة، وهي أن يذهب الضحك به كل مذهب . وقد أشار ماكنيل إلى وجود عدة أنواع من الضحك.. منها : ضحك البهجة والمرح، والضحك العصبي، وضحك المحاكاة للآخرين، وعدوى الضحك أو الضحك المعدي، وضحك الدغدغة، والضحك المرضي (ضحك بعض حالات الفصام أو الصرع مثلا)، وضحك الأطفال أثناء اللعب . يرى الباحثون أن ضحك المرأة أكثر مباشرة من ضحك الرجل.. وعلى الرغم من أن بعض الباحثين يشدد على أن الضحك خاصية انسانية بامتياز، والكاتب الفرنسي رابليه يؤكد على أن الضحك هو الخاصية المميزة للإنسان.. إلا أن بعض العلماء يذهب إلى أن الحيوانات تضحك أيضا. للضحك فوائد أكثر من أن نتجاهلها، وفي هذا الاطار ثمة من يعتقد أن السبب الذي جعل الأغريق يبنون المستشفيات قرب المسارح هو الاستفادة من الخصائص العلاجية للضحك. والحال أن للضحك وظيفة نفسية جوهرية تتمثل في تخفيف أعباء الواقع، وترطيب جدية الحياة، وإراحة النفس من كثافة المشكلات اليومية، واطلاق الذات من أسر التفكير العميق الجاد. ما سبق موجز لما اشتمل عليه ملف (الضحك) الذي نشر في مجلة الفيصل.. وبالطبع هناك الكثير من التفاصيل الأخرى.. رأيت أن أشارك القارئ بها لما للضحك من فوائد كبيرة ليخرجنا من حالة الغم والهم الجاثمة على قلوبنا من كثر المآسي التي تحيط بنا.. ودمتم سالمين. @ الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي