الصحونُ تلتقي بضجرِ روتيني بأسنانِ الشوكةِ المطليةِ بالذهبِ.. يتكسرُ الضوءُ كعذراءٍ نورانيةَ أتت من السماءِ بشهوةِ الرطوبةِ المتساقطة على زجاجِ العصير الشفاف وبرتقالة مصلوبة على طرف الكأس تُرِهفُ السمعَ لصوتِ الأفواهِ التي تمضغ شيئاً من الوقتِ والثرثرة.. نَظْرتُ إليه كأني أتحدث عن شقاء آخر لا يشبه كل الشقاء الذي مر بجانب عمري الصغير.. مجرد رغبة مسافرة بجيوب الليل حينما تُلقِي بظلالِ الحلم الشفاف على جبيني المقطب ، حينها فقط أدرك أنَّ جسدي مسحور يتبع لافتات الوطن الدهشة الحزن ، شيئاً من الموت والحب أيضا! تتمدد الأفكارُ جمرات الحزن لا زالت تُحرقُ قشَ الجسد المتطاير مابين جسد المغفرة والخطيئة مشرعة الجبين تفرد عبارتها.. سينقلب السحر على الساحر! تُغمْغِمُ بجانبِهما فتاةٌ سمراء من أصول إفريقية تُفرد كفها فوق المفرش الأَحمر كعنكبوت تسجد لخالق اللدغات تضع شيئاً من طلاء داكن له بريق الدماء! مازالت أهزوجة الرغبةِ تثيره تابع نظراتها البريئة ليحصد شيئاً من أنوثة مختلطة حينما جدف بصره بعيداً.. أتسع فمها الصغير لتكمل مسيرة حزنها أردفت : كل وِجْهةً أُولِيهَا شطر قلبك أجدها طريق معبد أتممت صلواتي الخمس حوله! ولم أصل لذة الارتحال لها رائحة اليأس ، ذاكرتي تنتشئ بها دوماً! أتعلمُ حينما تصورتُ أنَّ العالمَ لا يحيا إلا بالحب كنت مخطئةً ، الحب مجرد جاذبية مسافرة بسحر منْ نُحِب ،حاجتي للحياة ليست من أجل مشاعر مغلفة بالخداع! ها أنا بجانبك الآن ولست أشعر بالسعادةِ التي كنت أظنها قبلاً ؟! لم يُدْخِلَنِي حُبك الجنةَ ولن تدخلني صلواتي.. إلا...! ربما ليس جديراً بأُنثى أنَّ تَحكي غواية الكراهية ولكنني أشتهي أن أبوح ، كما أود مشاطرتكِ اكتشافاتي الصغيرة.. في هذه الأثناء تراكم الأمكان في داخلها ودواخله تنظر حولها للقضبان الصدئة وتدير ظهرها العارِ له تسجد سجود السهو، ترتفع قامتها لتعانق قامة السماء ينضح في جبينها تجاعيد السؤال! والشوكة مازالت تعانق شفاه رطبة! [email protected]