وضع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين شرطاً اعتبرته غروزني تعجيزياً للتجاوب مع دعوة الرئيس الشيشاني الى التفاوض، اذ دعاها اولاً الى تسليم من وصفهم ب "المجرمين الذين تلطخت ايديهم بالدماء"، في اشارة الى المقاتلين الاسلاميين المناوئين لموسكو، في مقابل وقف الضربات الروسية وانسحاب الجنود الروس من الشيشان. وواصلت القوات الروسية حملتها في الشيشان من دون ان تحقق خلال نحو ثلاثة اسابيع سوى سيطرة على نحو 10 قرى من اصل 40 في الاقاليم الشمالية الثلاثة: ناورسكايا وشيلكوفسكايا ونادترشني، وهي كانت تأمل في اقامة حزام امني. في غضون ذلك، ساد في اوساط السفراء العرب في موسكو لغط بعد اعلان الخارجية "استدعاءهم" للفت انظارهم الى "نشاطات" للمنظمات الاسلامية في بلدانهم لدعم الشيشانيين. وابلغ عدد من السفراء الى "الحياة" ان ما اعلن في هذا الشأن "ليس دقيقاً". راجع ص 7 واكد السفراء ان صيغة البيان توحي ب "استدعاء جماعي"لهم، لكن ما حصل في الواقع هو "لقاءات منفردة" بين مسؤولي الخارجية وعدد من رؤساء البعثات الديبلوماسية العربية الذين ابلغوا دعوة موسكو بلدانهم الى اتخاذ "اجراءات فاعلة ضد المتورطين في دعم العصابات". ونقلت وكالة "ايتار تاس" الرسمية عن مديرية الاعلام في الخارجية ان السفراء ابلغوا ايضاً ان "دعم الارهابيين الشيشانيين معنوياً ومادياً" يثير "قلقاً شديداً في روسيا" التي طلبت تنسيق الجهود في "التصدي للارهاب الذي كانت الدول العربية نفسها ضحية له مراراً". وجاء ذلك في وقت بدأ مبعوثون روسيون جولات في عدد من الدول العربية والاسلامية. وزار احدهم دولة الامارات في مستهل جولة تشمل ثلاثة بلدان خليجية اخرى، يسلم خلالها رسائل تتعلق بمبررات الحملة الروسية في الشيشان. كما توجه مبعوثون الى مصر والاردن للغرض نفسه. ويتسلم وزير الخارجية المصري عمرو موسى اليوم رسالة من نظيره الروسي ايغور ايفانوف تتعلق بالأزمة في الشيشان والوضع في منطقة شمال القوقاز بشكل عام.