كشف إيغور إيفانوف ، في زيارة خاطفة يوم السبت لم تستغرق أكثر من 3 ساعات ، سلم خلالها رسالة شخصية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ، كمبعوث خاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، أن الرئيس بوتين سيقوم بزيارة دولة إلى الجزائر مطلع شهر مارس/ آذار المقبل ، ردا على الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس بوتفليقة في أبريل/ نيسان من العام 2001 إلى روسيا ، والتي توجت بالتوقيع على إعلان الشراكة الاستراتيجية بين الجزائروروسيا . وفيما لم يكشف عن فحوى الرسالة التي سلمها أمين مجلس الأمن لفدرالية روسيا السيد إيغور إيفانوف خلال استقباله من طرف الرئيس بوتفليقة على انفراد ، قبل أن تتوسع لتشمل عن الطرف الجزائري وزير المالية مراد مدلسي وكريم جودي وزير منتدب مكلف بالإصلاح المالي وعن الطرف الروسي سيرجي ستورتشاك نائب وزير المالية ، وسيرجي فيرشينين مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الروسية ، أشار المبعوث الخاص للرئيس الروسي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية قبيل مغاردته مطار الجزائر أن المحادثات مع الرئيس بوتفليقة كانت بناءة وتناولت عددا من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك . وإن لم تتطرق جل الصحف الجزائرية أمس إلى الزيارة الخاطفة التي قام بها إيغور إيفانوف للجزائر ، على الرغم من أهميتها بحيث أنها تحضر للزيارة التي سيقوم بها الرئيس الروسي شهر مارس للجزائر وتنظر إليها تعاليق الملاحظين بكثير من الأهمية والترقب ، أشارت مصادر قريبة من القصر الرئاسي ل الرياض أن الملف النووي الإيراني كان من بين أهم المسائل التي استعرضها الرئيس بوتفليقة مع ضيفه على خلفية الموقف الجزائري والروسي المتضامنين والمتعاطفين مع إيران التي دّعمت الجزائر حقها (أي إيران) في امتلاك التكنولوجية النووية ، وتأكيد الجزائر على لسان ممثلها الأممي السيد باعلي على أنها ستسعى لتوظيف شبكة علاقاتها الدبلوماسية لمنع تمرير ملف إيران النووي لمجلس الأمن. وأضافت مصادرنا أن إيغور إيفانوف تناول تمهيدا مع الرئيس بوتفليقة جملة من المسائل التي ستكون على طاولة اللقاءات التي ستجمع الرئيس بوبتفليقة بالرئيس بوتين ومنها مسألة دعم الحوار السياسي والأمني بين البلدين بما يرفع سقف معاهدة الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين البلدين منذ أكثر خمس سنوات ، بحيث ينتظر أن يدرس رئيسا البلدين ملف تسليم المطلوبين، وسائر تفصيلات التعاون الأمني والقضائي والحوار السياسي المفتوح بين روسياوالجزائر منذ وصول الرئيس بوتفليقة إلى الحكم العام 1999 ، هذا علما أن السفير الروسي بالجزائر فلادمير تيتورانك كان في أكتوبر الماضي في لقاء مع الصحافة الجزائرية أعلن عن اتفاقية تعاون شاملة سيتم التوقيع عليها بين الجزائروروسيا قريبا تقضي بمسح الديون الجزائرية البالغة نحوأربعة ملايير دولار فضلا عن تسليم المطلوبين لديها قبل نهاية العام الحالي. ومن شأن الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الجزائر مطلع مارس/ آذار المقبل أن تفتح عهدا جديدا للتعاون الثنائي بين البلدين انعكس جليا في نجاح الجزائر في التوقيع مؤخرا على عقد يقضي بتزويدها ب70 طائرة مقاتلة من طراز ميغ 29، بتكلفة تقدر ب1,5 مليار دولار بعد مفاوضات استمرت شهورا، في انتظار صفقات لاحقة لشراء معدات وتجهيزات حربية متطورة، فضلا عن تحويل ديون الجزائر إلى استثمارات روسية مباشرة في الجزائر وحمايتها من خلال إنشاء إطار قانوني يمنح ضمانات للمتعاملين الروس، الذين يودّون الاستثمار بالجزائر. وسيكون ملف الإرهاب من جانبه حاضرا بقوة خلال لقاء بوتفليقة بوتين ، خاصة وأن الجزائروروسيا مثلما تشير تعاليق المراقبين تمتلكان نفس التصور لهذا الملف خاصة إذا تعلق الأمر بالنزاع في الشيشان، بعد اكتشاف العديد من المقاتلين الشيشان من أصول جزائرية، وكانت المخابرات الروسية أبدت قلقا كبيرا من شبكة شمال القوقاز، خاصة بعد اعتقال احد الجزائريين من الأفغان العرب ، اسمه كمال بورخلة ويدعى ابومصعب في تلك المنطقة، حيث كان يقوم بتدريب المقاتلين الشيشان على تقنيات حرب العصابات، هذا فضلا عن التوافق الحاصل بين البلدين بشأن الحرب الدولية على الإرهاب.