جاكارتا - أ ف ب، رويترز - تخلت الحكومة الاندونيسية امس عن ملاحقة الرئيس السابق سوهارتو بتهمة سوء استخدام السلطة والتصرف بالأموال العامة بسبب عدم كفاية الادلة. وقال المدعي العام بالوكالة ايسموجوكو ان "مكتب المدعي العام قرر وقف التحقيق بسبب ضعف الادلة حول سوء استخدام اموال" عامة. وأدلى ايسموجوكو بهذا التصريح بعد لقاء مع الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي. وكان فتح تحقيق حول ثروة سوهارتو الذي اضطر الى الاستقالة في ايار مايو 1998 بعد أكثر من 30 عاما من الحكم المطلق، من المطالب الرئيسية للمتظاهرين ولا سيما الطلاب وأنصار الاصلاحات في اندونيسيا. واتهم الرئيس حبيبي وحكومته مرارا بعدم اعتماد الجدية في هذا التحقيق الذي فتح بطلب من البرلمان وبضغط شعبي لمعرفة مصادر ثروة الرئيس السابق وأفراد عائلته. ونفى سوهارتو مراراً ان يكون جمع ثروته بطريقة غير قانونية وخصوصا ان تكون له حسابات في الخارج. ورفع شكوى على مجلة "تايم" الاميركية التي نشرت في نيسان ابريل الماضي تحقيقا قدر ثروة سوهارتو وعائلته ب 15 بليون دولار. من جهة اخرى، قال الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي ان قائد الجيش الجنرال ويرانتو "مناسب جدا" لشغل منصب نائب الرئيس وأرجع ذلك الى اصوله العرقية. وفي حديث مع مجلة "تمبو" الاسبوعية نشر امس، تعهد حبيبي ايضاً عدم التخلي عن مساعيه لاعادة انتخابه لفترة رئاسة جديدة. وقال ردا على سؤال عن سبب تفضيله ويرانتو كمرشح لنائب الرئيس، قال: "اذا لم يكن الرئيس من جاوة فلا بد ان يكون نائبه من جاوة". وينحدر حبيبي من جزيرة سولاويزي0 ويشكل السكان المتحدرون من جاوة غالبية بين حوالي 300 جماعة عرقية في البلاد. واضاف حبيبي انه شخصيا يفضل ان يشغل المنصب رجل عسكري. وقال: "في الوقت الحالي اعتقد ان الجيش يجب ان يرافقني ... فالجيش مطلوب للحفاظ على وحدة اندونيسيا". وتولى حبيبي الرئاسة لانه كان يشغل منصب نائب الرئيس عندما أجبر سوهارتو على التنحي0 وهو يواجه ضغوطا كبيرة بشأن اسلوب ادارته لازمة تيمور الشرقية وفضيحة مصرفية كبرى. وهناك مخاوف من اندلاع اضطرابات على نطاق واسع في حال اعادة انتخابه. وأظهر استطلاع للرأي نشر أمس أن زعيمة المعارضة الاندونيسية ميغاواتي سوكارنوبوتري هي أكثر مرشحي الرئاسة شعبية وأن حبيبي يأتي في المرتبة الرابعة بعد رئيس اللجنة المستقلة لحقوق الانسان في إندونيسيا مرزوقي داروسمان الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس حزب غولكار الحاكم بزعامة حبيبي. ولم يعلن داروسمان ترشيح نفسه للانتخابات.