مانيلا، جاكارتا - أ ف ب، رويترز - امتدح وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين امس الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي لعزمه على تنفيذ اصلاح سياسي في بلاده ومواصلة التحقيق في شأن التجاوزات التي اتهم الجيش بارتكابها خلال اضطرابات ايار مايو الماضي في جاكارتا. ومن جهة اخرى أكد الجيش ان تحقيقا يجرى مع زوج ابنة الرئيس السابق سوهارتو، بينما أكد امين ريّس، زعيم ثاني اكبر منظمة اسلامية في البلاد، انه مستعد لخوض انتخابات الرئاسة القادمة. وقال كوهين في مؤتمر صحافي عقده في مانيلا التي وصل اليها امس بعد زيارة استغرقت ثلاثة ايام لاندونيسيا: "اشعر بالارتياح لما شاهدته في اندونيسيا". واضاف: "اعتقد ان علينا الانتظار لنرى كيف تتطور الامور ولكني ارى ايضا بأن لدى الرئيس حبيبي وادارته العزم على ايجاد وضع يتميز بالاستقرار السياسي". واشاد أيضاً بعزم الحكومة الاندونيسية الجديدة على اجراء انتخابات في العام المقبل ومواجهة "بعض المشاكل الاجتماعية الراهنة ... بينها التحقيق حول التجاوزات التي قام بها عسكريون خلال اضطرابات ايار التي اسفرت عن اكثر من 1100 قتيل" وفق منظمات الدفاع عن حقوق الانسان. وأثنى على السياسة الاندونيسية حول تيمور الشرقية حيث بدأت جاكارتا بادرة رمزية بسحب عدد من قواتها. وكانت اندونيسيا اجتاحت المستعمرة البرتغالية السابقة في 1975 وضمتها بعد عام من ذلك. ولم يعترف المجتمع الدولي بعملية الضم هذه. واضاف كوهين، الذي قام بزيارته الثانية الى اندونيسيا هذه السنة: "اعتقد، في ضوء زيارتي ان حبيبي مصمم مع حكومته على مواجهة مشكلة عدم الاستقرار. نريد المساعدة وان نظهر للشعب الاندونيسي اننا هنا في الاوقات السعيدة كما في الاوقات العصيبة". على صعيد آخر أعلن زعيم منظمة المحمدية الاسلامي ريّس في رده على سؤال خلال مأدبة غداء عما اذا كان سيخوض انتخابات الرئاسة المتوقع اجراؤها بحلول نهاية السنة المقبلة. وقال: "قلت مرارا نعم انا مستعد تماما لان اكون مرشحا في انتخابات الرئاسة". وبرز رئيس وهو محاضر جامعي كزعيم معارض ويتزعم منظمة المحمدية التي تؤكد ان عدد اعضائها يصل الى 28 مليون فرد من بين تعداد اندونيسيا الذي وصل الى 200 مليون نسمة. واعرب ريس عن استعداده لخوض سباق الرئاسة ضد ميغاواتي سوكارنوبوتري زعيمة المعارضة والابنة الكبرى لمؤسس اندونيسيا ورئيسها الراحل سوكارنو، وضد "توتوت" سيتي هرديانتي الابنة الكبري للرئيس الاندونيسي السابق سوهارتو الذي تنحى عن السلطة في اعقاب اضطرابات سياسية واقتصادية اقصته عن السلطة بعد 32 عاما في الحكم. وأوضح ريّس ان منظمته ستشكل حزبا سياسيا في 17 من الشهر الجاري الذي يصادف يوم عيد الاستقلال في اندونيسيا. الى ذلك أعلن الجنرال ويرانتو قائد القوات المسلحة الاندونيسية ان مجلسا عسكريا يحقق في عمليات اختطاف ناشطين سياسيين سيستدعي اللفتنانت جنرال براباو سوبيانتو زوج ابنة الرئيس السابق سوهارتو لاستجوابه. وقدم ويرانتو في مؤتمر صحافي اعتذارا باسم الجيش لعدم تدخله لمنع وقوع اعمال عنف واغتصاب واسعة النطاق في العاصمة الاندونيسية في ايار الماضي. وقال ان "الجيش لديه اهتمام حقيقي بالتحقيق والكشف عن العقل المدبر للاحداث التي سبقت استقالة سوهارتو مثل اعمال العنف والاغتصاب، كما يقدم الجيش اعتذارا لعدم منعه تلك الاحداث من الوقوع". واضاف ان ثلاثة ضباط كبار بينهم براباو سيستدعيهم المجلس العسكري الخاص، بينما سيمثل عشرة جنود امام محكمة عسكرية لعلاقتهم بعمليات الاختطاف. واستمرت عمليات اختطاف ناشطين مناهضين لسوهارتو من نهاية العام الماضي وحتى اذار مارس قبل ان تتصاعد التظاهرات.