استبق الرئيسان حافظ الأسد وحسني مبارك زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للقاهرة الثلثاء المقبل للقاء الرئيس المصري، وعقدا اجتماعاً أمس في اللاذقية الساحلية. كذلك جاء اللقاء المصري - السوري عشية وصول منسق المبعوث الأميركي السفير دنيس روس إلى القدسالمحتلة. وركزت المحادثات المصرية - السورية على اتخاذ موقف موحد من الطرح الاسرائيلي تنفيذ القرار 425 بشروط. وأعلن الناطق الرئاسي السوري السيد جبران كورية أن مبارك عقد فور وصوله إلى قصر الرئاسة في اللاذقية اجتماعاً مغلقاً مع الأسد، تلاه اجتماع موسع حضره من الجانب السوري نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام ورئيس الوزراء المهندس محمود الزعبي ووزير الخارجية السيد فاروق الشرع. وحضره من الجانب المصري رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري ووزير الخارجية السيد عمرو موسى ومدير مكتب الرئيس للشؤون السياسية الدكتور اسامة الباز. وأوضح ان الرئيسين "استكملا مناقشة المواضيع التي تناولتها قمة القاهرة قبل عشرة أيام بما في ذلك الأوضاع في المنطقة وعملية السلام". ولم يعقد الرئيسان مؤتمراً صحافياً كعادتهما في كل اجتماع قمة لاعلان فحوى المحادثات، لكن مصادر ديبلوماسية قالت إنها "ركزت على الاقتراح الإسرائيلي بالانسحاب المشروط من جنوبلبنان وتنفيذ القرار 425، إضافة إلى وضع عملية السلام والتطورات في المنطقة، وذلك بهدف تنسيق المواقف عشية زيارة نتانياهو للقاهرة". وأشارت إلى أن انعقاد قمتين بين الأسد ومبارك في غضون عشرة أيام "مؤشر مهم إلى العلاقة بين البلدين وتأييد مصر للموقفين اللبناني والسوري الرافضين للشروط التي تفرضها إسرائيل على القرار 425". وزادت ان "هذا التأييد كان واضحاً خلال محادثات رئيس الوزراء اللبناني السيد رفيق الحريري مع المسؤولين المصريين حديثاً". وأبدت أوساط سورية ارتياحاً شديداً إلى المواقف العربية التي ظهرت أخيراً من الاقتراح الإسرائيلي. وقالت: "إن ذلك أدى إلى إفشال المناورة الإسرائيلية". وكان الرئيس المصري قال للصحافيين الذين رافقوه في الطائرة إلى اللاذقية رداً على سؤال عن زيارة رئيس الوزراء اللبناني السيد رفيق الحريري لمصر واقتراح وزير الدفاع الإسرائيلي اسحق موردخاي الانسحاب من الجنوباللبناني: "نحن مع لبنان بالكامل ونؤيد موقفه ونتبنى الموقف اللبناني ذاته". وأوضح مبارك أنه "حين طرح الاقتراح الإسرائيلي بشأن الانسحاب من الجنوباللبناني قلت لهم: لقد دخلتم لبنان وقمتم باحتلال الشريط الجنوبي دون اذن، وعليكم الخروج منه دون اذن أيضاً لأن القرار 425 واضح في هذا الشأن وينص على الانسحاب دون قيد أو شرط". راجع ص 4 مهمة روس من جهة أخرى، يصل المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط دنيس روس ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط مارتين انديك الى اسرائيل اليوم وسط توقعات متواضعة لدى الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بامكان تحقيقهما أي جديد على صعيد الاتفاق على مدى إعادة الانتشار في الضفة الغربية. وتمسكت اسرائيل عشية وصول روس بموقفها الرافض للتعامل مع أي طرح اميركي من نوع أنه يشكل الفرصة الاخيرة مفضلة مزيداً من المشاورات في شأن حجم إعادة الانتشار ومداها والتي يدور الحديث عنها منذ اكثر من سنة، حتى لو كان ذلك يعني مواصلتها الى ما بعد اجتماع لندن المتوقع في الرابع من الشهر المقبل. وقال مسؤولون نشرت تصريحاتهم الصحف الاسرائيلية أمس ان أي تلميح اميركي إلى ان على اسرائيل ان تقبل بما يطرح عليها لن ينفع وان اسرائيل لن تمانع لو تفجرت أزمة بينها وبين الولاياتالمتحدة بسبب رفض حكومتها التعامل مع الصيغ الوسطية التي تطرحها الادارة الاميركية. في المقابل لا يعتقد الفلسطينيون من جهتهم ان روس سيسمع جديداً من الرئيس ياسر عرفات اذ اوضح المفاوض الفلسطيني الدكتور صائب عريقات امس ان روس سمع رد عرفات على اقتراح اعادة الانتشار بما نسبته 1،13 في المئة من الضفة الغربية خلال جولته الاخيرة في حين ان الرد الوحيد الذي بقي ناقصاً هو رد اسرائيل على الاقتراح الاميركي. وذكرت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان عرفات وافق على طلب اولبرايت في حينه الاعلان عن قبوله صيغة الحل الوسط التي تشمل 1،13 في المئة من الضفة الغربية "من ناحية المبدأ" آملاً بأن يشكل ذلك الاقتراح أساساً لقبول اسرائيل به، إلا أن الأخيرة ما زالت تصر على انها لن توافق على اعادة نشر قواتها في اكثر من 9 في المئة من الضفة الغربية.