جدد قادة الحزبين الرئيسيين في السودان الأمة والاتحادي الديموقراطي رفضهما المشاركة والتسجيل ضمن قانون التوالي السياسي، وأطلقا تسمية "أحزاب الأنابيب والاستنساخ" على التنظيمات التي بدأت اجراءات التسجيل، فيما ظهر خلاف في أوساط السياسيين الجنوبيين في شأن المشاركة. ونفى قادة حزب الأمة ما ذكرته بعض أجهزة الاعلام عن أن الحزب يفكر في التسجيل ضمن قانون التوالي السياسي ليحفظ حقه في التحرك والعمل السياسي. وقال الدكتور علي حسن تاج الدين، عضو مجلس رأس الدولة السابق: "إن موقفنا واضح ولا تراجع عنه.. ولا نرضى لحزب في حجم "الأمة" لديه تاريخ وشعبية أن يكون ضمن "أحزاب الاستنساخ والأنابيب"، وأكد ان حزبه الذي يتزعمه الصادق المهدي على اتفاق كامل وتنسيق تام مع الحزب الاتحادي الديموقراطي الذي يتزعمه السيد محمد عثمان الميرغني. وكان القيادي البارز في حزب الأمة يتحدث في حفل الافطار الرمضاني الذي أقامه الحزب في منزل المهدي. وفي دوائر الحزب الاتحادي الديموقراطي، نفى أحد أبرز قادة الحزب الحاج مضوي محمد أحمد حصول أي لقاء مع الجناح الآخر للحزب الذي يقوده الشريف زين العابدين الهندي. وجدد رفض اعضاء الحزب المشاركة مع "مجموعة الهندي". وقال إنه لم يلتقه منذ عودته إلى السودان العام الماضي. ووصف ممارساته السياسية بأنها "من صنع حكومة الإنقاذ". وقال القطب "الاتحادي" المحامي علي أحمد السيد إن الشريف الهندي ادخل الحزب في مرحلة حرجة وأحدث انقساماً يشبه الانقسامات التي شهدها الحزب سابقاً "بسبب ضيق الصدر أو التنافس على الزعامة". إلى ذلك، تحدثت أوساط السياسيين الجنوبيين عن خلاف كبير في ما بينها في شأن تناول الانصهار في المؤتمر الوطني الحزب الحاكم أو تسجيل أحزاب سياسية خاصة. وتأكد ذلك مع غياب اسم الدكتور رياك مشار زعيم جبهة الانقاذ الديموقراطية المتحدة من قائمة مؤسسي حزب المؤتمر الوطني، وذلك على رغم انه بحكم منصبه مساعد رئيس الجمهورية عضو في المكتب القيادي للمؤتمر. وفي المقابل، أعلن زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان - مجموعة بحر الغزال" الدكتور لورانس لوال انصهار "الحركة" تماماً في المؤتمر الوطني. ولم يعلن الدكتور لام اكول أحد أبرز السياسيين والمثقفين الجنوبيين رأيه بعد. من جهة أخرى، انتقدت الحكومة السودانية في بيان اصدرته السفارة في لندن "معهد السلام الأميركي" الذي قالت انه "يحتفظ بصلات وثيقة مع الحكومة الأميركية" واتهمته بأنه يدعو الفصائل السودانية لمزيد من الاقتتال والدمار. وأشارت في هذا الشأن الى اجتماع عقده المعهد عام 1993 في واشنطن "بغرض جمع صفوف فصائل المتمردين في جنوب السودان ومصالحتهم ودفعهم الى تصعيد الحرب ضد القوات السودانية".