سجل احد الصحافيين من مؤيدي رئيس الوزراء السابق السيد الصادق المهدي حزبا تحت اسم "الأمة" في اطار قانون التوالي السياسي الذي وضعه الرئيس عمر البشير امس بأنه "النموذج الأمثل لممارسة العمل السياسي المنظم". ونفى نائب الأمين العام لحزب الأمة وزير التربية السابق بكري عديل وكذلك السيدة سارة زوجة الصادق المهدي ان يكون لحزب الأمة وجماعة الانصار اي علاقة بالحزب الجديد الذي وصف مؤسسه الصحافي النور جادين بأنه مثل "فقاقيع تظهر وتختفي ولا يشكل خطورة على حزب الأمة". وقال البشير في كلمة امام برلمان ولاية الخرطوم ان بلاده "ستنقل هذه التجربة التوالي السياسي الى القارة الافريقية". وأضاف "ان السودان دعم كل حركات التحرر الافريقية وان النضال الافريقي انطلق من الخرطوم من اجل الاستقلال والحرية". وبعث الشريف زين العابدين الهندي الذي سجل حزباً باسم "الاتحادي الديموقراطي" ببرقية تهنئة الى البشير لمناسبة "مرحلة التحول السلمي نحو الديموقراطية". وقال ان الرئيس السوداني نجح في وضع الحق فوق القوة وجعل الأمة فوق الحكومة، متعهداً بالعمل "من اجل ان تكون الديموقراطية الرابعة في أبهى صورها وأروع مضامينها وأفخر عدتها وعتادها وأن تكون أرض السودان مناخاً طيباً للحرية وسلوكاً رائعاً للشورى". الى ذلك اقدم الصحافي النور جادين احد أبرز شباب الأنصار بتسجيل حزب، في اطار التوالي السياسي باسم حزب الأمة. ويعتبر جادين الذي تجاوز العقد الرابع من العمر بقليل، من كوادر حزب الأمة الشابة، وتنقل في مناصب حزبية، آخرها مدير تحرير لصحيفة "صوت الأمة" الناطقة باسم الحزب بين 1986 و1989. وعرف عنه موقفه النقدي من احتكار قيادة الحزب. وقال جادين "ان الحزب مفتوح لكل الانصار ولجميع السودانيين"، داعياً الى "مشاركة الاجيال وعدم الاحتكار"، ومشيراً الى "ان الخلاف في اوساط الحزب محصور في القيادات". وأعلن اعتقاده بامكان "العمل تحت قانون التوالي السياسي بهدف الوصول الى تحقيق المزيد من الحريات السياسية". ونفى علاقة حزبه بالحكومة، مؤكداً وقوفه "ضد الانقلابات العسكرية وان برنامجه يركز على الحل السلمي لمشكلة الجنوب وتأييد النظام الفيديرالي لحكم السودان". لكن بكري عديل نائب الأمين العام لحزب الأمة نفى ان يكون للحزب اي صلة بمجموعة جادين. وقال "ان المسجلين باسم حزب الأمة لا يستندون الى اي مرجعية ولا يمثلون القاعدة العريضة لحزب الأمة. ونؤكد ان فقاقيع تظهر لتختفي وبالتالي لا تزعجنا ولا تشكل خطورة سياسية على حزب الأمة". كذلك قللت السيدة سارة الفاضل حرم الصادق المهدي من أهمية تسجيل حزب باسم حزب الأمة، وقالت "لا ننظر الى ما حدث بشيء من الأهمية، وهؤلاء النفر، وبينهم النور جادين يعملون مع نظام الانقاذ ولا يمكن الا ان ينصاعوا له". وأضافت ان جادين "ليس لديه اي غطاء سياسي في الحزب، وليس له موقع في اي من مؤسسات الحزب". مشددة على ان حزب الأمة يرفض بقوة قانون التوالي السياسي. من جهة اخرى، اعلن السيد عبداللطيف محمد احمد الهلالي نائب دائرة المناقل عن الحزب الاتحادي الديموقراطي في برلمان الحكومة المنتخبة 86 - 1989 انسلاخه عن حزبه والتحاقه بالمؤتمر الوطني. وقال عثمان عمر الشريف نائب الأمين العام لپ"الاتحادي" - مجموعة الهندي، ان قيادات وكوادر اتحادية ناشطة من الحزب ستعود الى السودان. وقال ان ممتلكات الحزب المصادرة ستسترد جميعها بعد اكتمال التسجيل. الى ذلك انشق اللواء احمد كون من مسلمي الجنوب عن مجموعة رياك مشار ليسجل حزب العمل الوطني القومي. وقال ان حزبه يحظى بتأييد شعبي وانه ضد فصل الجنوب ويدعو للوحدة وانه سيتحالف مع المؤتمر الوطني وانه انسلخ من مجموعة مشار لطرحها الانفصالي. وكانت جبهة الانقاذ الديموقراطية التي يقودها مشار حسمت موقفها من المؤتمر الوطني وقررت تكوين حزب جنوبي مستقل عنها، في حين اعلن لام اكول انه يفضل البقاء على التحالف مع "المؤتمر الوطني". وفي اوساط القوى الشيوعية اعلن مصدر مسؤول في حركة القوى الجديدة الديموقراطية المنشقة عن الحزب الشيوعي، ان الحركة نجحت في عقد مؤتمرها العام الثاني في الداخل وانتخبت المؤسسات القيادية، معلنة رفضها قانون التوالي السياسي. يشار الى ان الاحزاب التي تسجلت حتى الآن هي الاتحادي الديموقراطي، المؤتمر الوطني، الحركة السودانية المركزية، حركة تصحيح المسار الاسلامي، الاخوان المسلمون، الجبهة السودانية القومية، الصداقة الشعبية العالمية، القومي السوداني، السلام الوطني الديموقراطي الجماهيري الاشتراكي، تجمع الجماهير الشعبي، حزب الأمة، العمل الوطني القومي، حزب الشعب الفيديرالي السوداني.